لم يحاور نائب رئيس مجلس الوزراء السوري قدري جميل إذاعة «شام إف إم» أمس كما جرت العادة. اللقاء الأسبوعي الغائب تحوّل إلى خبر عاجل في المواقع السورية الاخبارية، وذلك بعد إعلان الإذاعة السورية عن حصولها على معلومات من مصادر في رئاسة الوزراء عن «إجازةٍ مفتوحة من دون راتب لقدري جميل الموجود حالياً في موسكو». مواقع الكترونية عدة وصفت وجود جميل في موسكو بأخذه «تذكرة ذات وجهة واحدة»! كذلك نقلت صفحات محسوبة على أوساطٍ في النظام، أخباراً حول «اجتماعات سرية أجراها جميل مع رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم، وأطراف معارضة أخرى في إطار التحضير لانضمام هذه الأطراف إلى الائتلاف الوطني السوري للمشاركة في وفد معارض واحد ضمن جنيف». الحكومة التي استعرت فيها الخلافات حول الملفات الاقتصادية والاجتماعية، من دعم المحروقات، إلى رفع الأسعار، وقضايا الفساد لم «يهجرها» الرجل بعد.
حليفه وزير المصالحة الوطنية، علي حيدر، أوضح للإذاعة نفسها أنّ لا شيء غير اعتيادي في إجازة جميل، وأن هدفها هو «قضاء وقت عائلي إلى جانب استمرار التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف، حيث تشكل موسكو مكاناً لحراك سياسي واسع». وأكد أن «جميل سيعود في وقت قريب، حين يصبح ذلك ضرورياً». ولمّح إلى أنّه «لا يعلم إن تمت الموافقة على طلب الإجازة الذي قدمه جميل بشكل رسمي»، مشيراً إلى أن هذا الطلب هو الثاني، ما يدل على أن الطلب الأول لم تتم الموافقة عليه. مصادر رسمية مقرّبة من جميل، قالت لـ«الأخبار» إنّ «بقاءه في موسكو يتركز حول التحضيرات لمؤتمر جنيف من جهة، ومن جهة أخرى فإن قراراً برفع أسعار المازوت يجري تجهيزه ويرفضه جميل رفضاً قاطعاً. ولكي لا يخرج عن الانضباط الحكومي، فإنه ربما يرى في بقائه في موسكو تعطيلاً لهذا القرار الذي لن تستطيع الحكومة تحمل مسؤوليته، وهي التي كانت بشكل غير مباشر تحمّله مسؤولية عمليات الرفع السابقة».
(الأخبار)