بعد المواقف التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن وجود قواسم مشتركة بين إسرائيل والدول العربية في الخليج، في مواجهة إيران، رأت رئيسة طاقم المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وزيرة القضاء، تسيبي ليفني، أنه من أجل مواجهة إيران ينبغي التعاون مع أنظمة أخرى مثل السعودية. لكنها أضافت أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يصعِّب جداً على الدول العربية العمل مع إسرائيل ضد إيران؛ لأن الرأي العام في هذه الدول ما زال ينظر إلى إسرائيل على أنها عدو. وتابعت ليفني في مؤتمر الدبلوماسيين لصحيفة «جيروزاليم بوست» الذي يعقد في هرتسيليا، أنّ «من الواضح جداً الآن أن مصلحة إسرائيل والمعتدلين أو البراغماتيين في المنطقة واحدة، كذلك فإننا بحاجة إلى التواصل معاً للضغط على إيران، وأن نمضي في الوقت نفسه قدماً في عملية السلام».
في سياق متصل، رأت صحيفة «معاريف» أنه للمرة الأولى في تاريخ المنطقة تقف الدول العربية في جبهة واحدة مع إسرائيل ضد ليونة إدارة باراك أوباما، التي انتقدتها محافل إسرائيلية رفيعة المستوى نتيجة سلوكها إزاء إيران، واتهمتها بأنها لا تفهم أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي، يخدعان الولايات المتحدة. وبنحو غير مسبوق تقف كل من إسرائيل ودول الخليج في نفس الصف.
أمّا لجهة وجود تنسيق في المواقف بين إسرائيل والسعودية، أو مع دول عريبة أخرى، فأوضحت «معاريف» أنهم في تل أبيب يرفضون تأكيد مثل هذه الأنباء. لكنها أضافت أن مصادر مختلفة تقول بشكل غير رسمي إن لإسرائيل وإمارات الخليج مصلحة مماثلة، وإن الكثير منها معني بأن تقوم إسرائيل بالعمل نيابة عنها ضد إيران.
كذلك، أوضحت «معاريف»، في مقالة أخرى، أنّ من الواضح أن تلعب إسرائيل بين محوري إيران العراق سوريا وحزب الله في لبنان، الذي يواجهه محور السعودية ودول الخليج، والمسلحون السوريون بما فيهم تنظيماتهم المتطرفة.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن تطور القدرات النووية الإيرانية والتهديد الذي يمثله حزب الله في الشمال، وضعا اسرائيل في موقع حليف، هادئ ولكن ليس خفياً، مع الحلف الذي يواجه ايران وحزب الله.
لكنها رأت ايضاً أن من شأن تعاون سري بين اسرائيل والسعودية في الصراع مع ايران، ومحاولة إضعاف سوريا برئاسة الرئيس بشار الأسد، أن يؤدي الى تحطيم التواصل الجغرافي بين ايران وحزب الله وإضعاف الأخير بشكل جوهري. رغم ذلك، اضافت الصحيفة ان هذا الحلف ليس حقيقياً، لكن في مواجهة ايران نشأت مصالح مشتركة، بشكل نادر ولمرة واحدة، وبات بإمكان مصريين وسعوديين وسوريين وأردنيين تنسيق خطواتهم مع اسرائيل.
في ضوء ما تقدم، باتت الصورة الآن في الشرق الأوسط على النحو الآتي: الدول السنية، بحسب تعبير «معاريف»، تدعمها أميركا وبشراكة خفية مع إسرائيل، ضد حزب الله وطهران. وتضيف الصحيفة أن عدم قدرة الثوار في سوريا على إسقاط بشار الأسد، دفع أميركا الى استنتاج مفاده أن تحطيم محور حزب الله ـ ايران، سيكون طويلاً وباهظ الثمن، وربما أكثر خطراً مما كان متوقعاً.
كذلك دفع تطرف الفصائل السورية، التي يُعَدّ بعضها أكثر أصولية من «القاعدة»، اصحاب القرار في واشنطن الى البرودة في موقفهم من تغيير الحكم في سوريا.
الى ذلك، رأى المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس»، يوآل ماركوس، أن ايران ظاهرة استثنائية في قدرتها على التضليل والخداع واستغلال براءة العالم الغربي الذي يريد ان يصدق انها ستتنازل في الموضوع النووي.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «اسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو، أن رجل الأعمال اليهودي الأميركي، المؤيد بحماسة لاسرائيل، شلدون ادلسون، اقترح على الادارة الاميركية توجيه رسالة الى طهران، عبر صاروخ نووي يستهدف الصحراء الايرانية، والقول لهم: «أترون، الصاروخ التالي سيسقط في قلب طهران، ونحن نقصد ما نقول». وتوجه ادلسون الى الايرانيين بالقول: «اذا كنتم تريدون أن تختفوا، فواصلوا هذا الطريق وتبنوا مواقف صلبة، وواصلوا مشروعكم النووي، واذا كنت تريدون ان تكونوا محبين للسلام، فاقلبوا كل شيء رأساً على عقب».