شُغلت الأوساط الإعلامية والامنية ليل أمس بخبر مقتل أمير «جبهة النصرة» في سوريا، ابو محمد الجولاني، في اشتباكات مع الجيش السوري في ريف اللاذقية. الخبر المنسوب إلى التلفزيون السوري سُحب من التداول سريعاً في الإعلام الرسمي السوري، لكنه استمر في التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء العالمية. وجرى تناقل الخبر على نطاق واسع، قبل ان تنفيه مواقع «جهادية»، متحدثة عن تسجيل صوتي له سيُبث قريباً. يُذكر أن الجولاني كان قد بايع أمير تنظيم القاعدة أيمن الظاهري، رافضاً قرار أبو بكر البغدادي بتوحيد تنظيم القاعدة في العراق وسوريا تحت مسمى «دولة الإسلام في العراق والشام». وسبق أن أشيعت معلومات غير صحيحة عن مقتله أكثر من مرة.

كمين الغوطة

من جهة اخرى، أوقعت وحدة من الجيش في كمين نفذته صباح أمس، بأكثر من 50 مسلّحاً من «جبهة النصرة» و«لواء الإسلام» في محيط بحيرة العتيبة في الغوطة الشرقية في دمشق، فيما ارتفعت حدة المعارك بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، في ريفي حلب والحسكة.
لم يكن هذا الكمين الأول من نوعه، ففي أيلول الماضي، نفّذ الجيش كميناً في منطقة الرحيبة على طريق الضمير ـــ عدرا ــ ميدعة، قضى خلاله على 40 عنصراً في «جبهة النصرة»، إضافة الى أسر العشرات. وقبله، نصبت قوة من الجيش كميناً قرب عدرا، أدى إلى مقتل 58 مقاتلاً كانوا في طريقهم نحو الغوطة الشرقية للمشاركة في القتال. وكان هؤلاء آتين من الأردن، حيث خضعوا لدورات تدريبية ضمن برنامج تشرف عليه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. كذلك شهدت المنطقة الممتدة من بلدة العتيبة إلى مدينة عدرا، عند الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية للغوطة الشرقية عدداً من الكمائن التي نصبها الجبش السوري، والتي راح ضحيتها العشرات من المسلحين.
وذكر قائد ميداني في المنطقة لوكالة «سانا» الرسمية، أنّ كمين يوم أمس نفّذ بالتعاون مع الأهالي في الغوطة الشرقية، وبناء على معلومات تفيد بأن مسلّحين في طريقهم للفرار من منطقة النشابية باتجاه ميدعا، نتيجة تضييق الخناق عليهم. وأضاف إنّه جرى خلال الكمين القضاء على 41 مسلّحاً، وإصابة نحو 10 آخرين بجروح، بعضهم من جنسيات سعودية وقطرية وعراقية، إضافة إلى مصادرة بنادق حربية آلية ورمانات يدوية الصنع.
في موازاة ذلك، استمر الجيش في ملاحقة المجموعات المسلحة، التي تسللت إلى بلدة صدد (ريف حمص)، وصولاً إلى كنيسة مار ميخائيل وسط البلدة، فيما تابع ملاحقة أفرادها على أطراف بلدة السخنة في ريف تدمر، وقد «عاد الأمن والاستقرار» إلى البلدة، حسبما ذكر مصدر رسمي لـ«سانا».
وفي ريف دمشق، انفجرت، أمس، سيارة أثناء قيام مسلحين بتفخيخها بالقرب من جامع أسامة بن زيد في سوق وادي بردى. وذكر مصدر لـ«سانا» أنّ انفجار السيارة أدّى إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، بينهم اطفال، وإصابة حوالى 30 شخصاً بجروح. وفي سياق آخر، ضُبطت سيارة مفخخة معدة للتفجير عن بعد في بلدة كفير الزيت، وأخرى كانت مركونة عند جامع سعد الدين في الهامة (ريف دمشق). الى ذلك، أفادت قناة «الميادين»، ليل أمس، باشتباكات عنيفة بين مسلحين من «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» في كل من كفر تخاريم وأرمناز في ريف إدلب، فيما استهدف الجيش مجموعات مسلحة في عدد من مناطق ريف إدلب.


اشتباكات بين الأكراد و«داعش»

في موازاة ذلك، أشار مصدر ميداني في «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ«الأخبار»، إلى ارتفاع وتيرة المعارك في محيط مدينة عفرين (شمالي حلب)، ووصول «الوحدات» الى قرية مشيرفة (ريف الحسكة) التي تبعد 10 كلم عن بلدة اليعربية التي تسيطر عليها «داعش»، قرب الحدود العراقية ـــ السورية. وأشار المصدر إلى «استيلاء قوات الحماية على مستودع للذخيرة في قرية سيحة»، التي تبعد 1 كم عن اليعربية. وفي ما يتعلّق بالخبر الذي تناقلته أمس المواقع الاخبارية عن مقتل أحد قادة «داعش» الملقت بـ«أبي أسامة الأردني»، إضافة الى خمسة آخرين في اشتباكات مع الأكراد في ريف عفرين، أفاد المصدر بأنّه «قتل أول من أمس في المعارك، ولا تزال جثث مسلحي داعش في ساحة المعركة».

الإبراهيمي في قطر وتركيا

سياسياً، واستعداداً لعقد مؤتمر جنيف 2، استكمل الموفد الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، لقاءاته في الدول المعنية بالشأن السوري، فالتقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة. واكتفى الإبراهيمي بالتصريح بأنّ اللقاء معه كان «مثمراً».
كذلك اجتمع الإبراهيمي مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة، أمس، حيث التقى، أيضاً، قائد «الجيش السوري الحر»، سليم ادريس، ورئيس «الائتلاف» السوري، أحمد جربا، قبل انهاء زيارته، حسبما ذكرت مصادر من المعارضة السورية لـ«رويتر».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)