في مواجهة غضب الأوروبيين المستمر، وعد البيت الأبيض بالسعي لاحتواء أنشطة التجسس التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات الاميركية، بينما يفكر الرئيس باراك أوباما على ما يبدو في احتمال حظر التنصت على قادة بلدان حليفة. وأكد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أول من أمس أن «هناك جهوداً جارية لتحسين الشفافية والعمل مع الكونغرس (...) من أجل التوصل الى الوسائل التي تسمح بمراقبة أفضل واحتواء المؤسسات المتورطة في البرامج». وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «ذي نيويورك تايمز» الأميركية أن أوباما يفكّر في إمكان اعتبار التنصت على محادثات قادة دول حليفة، كما جرى مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، ولسنوات، «غير قانوني».
من جهته، قال أوباما في مقابلة متلفزة «نحن نعطي (الوكالة) توجيهات... لكن في السنوات الأخيرة لاحظنا أن قدراتهم تتطور وتتوسع». وتابع «لهذا السبب أطلقت عملية مراجعة (لهذه العمليات) لنتأكد من أن ما يستطيعون فعله لا يتحول الى ما يجب عليهم فعله». ورفض أوباما التطرق الى مسألة التجسس على ميركل.
وذهبت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ديان فينستاين أبعد من ذلك بإعلانها وجوب إطلاق «مراجعة كبرى» لعمليات التجسس الاميركية. وأكدت أنه «في ما يتعلق بجمع المعلومات عن قادة الدول الحليفة للولايات المتحدة، وبينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمكسيك، أقول بوضوح: أنا أعارض ذلك بشدة».
وتنتهي زيارة وفد البرلمان الاوروبي لواشنطن اليوم، وقد أجرى أعضاء الوفد مفاوضات تتعلق «بتأثير برامج المراقبة على الحقوق الأساسية لمواطني الاتحاد الاوروبي». وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي الألماني ألمار بروك، بعد لقاء مع برلمانيين أميركيين، إن «ثقتنا تزعزعت». وأضاف «من غير المقبول مثلاً أن تخضع المستشارة ميركل للتجسس لأكثر من عشر سنوات».
وأكد البيت الابيض أن عمليات المراقبة يجب أن يكون هدفها الحفاظ على أمن الاميركيين، ونفى أن يكون لنشاطات «وكالة الأمن القومي» أهداف «للتجسس الاقتصادي».
وسيعقد النواب الألمان في 18 تشرين الثاني المقبل جلسة طارئة مخصصة لموضوع تجسس الاستخبارات الاميركية. ويطالب العديد من المسؤولين السياسيين بالاستماع الى شهادة مسرّب وثائق «إن إس إي» إدوارد سنودن. وأعلن متحدث باسم وزارة العدل الالمانية أن لا عوائق قانونية تحول دون دعوة سنودن والاستماع الى شهادته، مضيفاً أن «الشرط الوحيد هو أن يكون لديه، حيث هو موجود، عنوان لتلقّي الدعوة».
(أ ف ب، رويترز)