حلب ـــ باسل ديوب دمشق ـــ الأخبار
بدأت الاستخبارات المركزية الأميركية تخريج دفعات من المقاتلين السوريين، الذين يجري تدريبهم في الأردن. مصادر سورية رسمية أكدت أن عدداً من هؤلاء المقاتلين وقعوا في كمين للجيش السوري في منطقة الغوطة الشرقية، قبل أسابيع. وفيما ترى مصادر رسمية سورية أن الولايات المتحدة تريد استخدام هذه القوات في مواجهة الجيش السوري لتعديل موازين القوى على أبواب المفاوضات السياسية، يتهم إسلاميو المعارضة السورية القوات التي تدربها الاستخبارات الأميركية في الأردن بأنها ستكون نظيراً للصحوات العراقية.
ويوم أمس، كشف مؤسس «الجيش السوري الحر» العقيد المنشق رياض الأسعد، عن تخريج الدفعة الأولى من «الجيش الوطني» في الأردن، واصفاً المتخرجين بـ«العملاء للاستخبارات». وفي تغريدات على حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، تحدّث الأسعد عن «تخريج الدفعة الأولى لما يسمى الجيش الوطني في الأردن، وبتدريب أميركي والعدد 60 ضابطاً أغلبهم برتبة عقيد والدورة الثانية نحو ١٨٠ ضابطاً عميلاً للاستخبارات». وتابع الأسعد: «أُنشئ ما يسمى الأمن الوطني بتدريب وإشراف مؤسسة أمنية بريطانية، وهي تشرف على تعيين ما يسمى قادة الشرطة في المناطق المحررة».
من جهة أخرى، لم يتوقف مسلسل الانشقاقات والخطف والاغتيالات في صفوف الجماعات المسلحة والمعارضة. «لواء التوحيد» الذي أصبح في موقف لا يحسد عليه إثر قضاء «دولة الإسلام في العراق والشام» (داعش)، على حلفائه واحداً تلو الآخر في حلب ومحيطها، أعلن في بيان مقتضب طرد عدة كتائب من صفوفه، عازياً السبب إلى «المخالفات الشرعية»، فيما أعلنت كتائب «الصفوة الإسلامية» التابعة له انشقاقها هي الأخرى عن هذا التنظيم. ويتبع «لواء التوحيد» لتنظيم «الإخوان المسلمين»، لكنه في الأسابيع الأخيرة بدأ يتقرب من السعودية، من خلال حليفه قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، الإخواني السابق الذي يعمل حالياً لحساب رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان.
في المقابل، ذكرت مصادر ميدانية في مدينة الأتارب (ريف حلب) لإحدى المواقع المعارضة، أن المدينة تعيش حالة هدوء وسط استمرار المناقشات بين القيادات الثورية وممثلين عن «داعش». ووفقاً لقائد ميداني في الأتارب، فإن الطرفين لايرغبان في اندلاع الاقتتال بينهما ويسعيان إلى حلها بالطرق السلمية. وكانت «داعش» قد طالبت بتسليم مخفر المدينة ووضع اثنين من هيئتها الشرعية في محكمة المدينة.
على صعيد آخر، في منبج (شمالي شرقي حلب)، أطلقت مجموعة من «جند الحرمين» النار على سيارة لعائلة أحد عناصر «داعش»، ما أدى إلى مقتل امراة وإصابة رجل بجروح خطرة، وذلك رداً على اقتحام «داعش» مقر «جند الحرمين» وإعلان سيطرتها على الفرن الاحتياطي الحكومي بعد نزعه من يد الأخير، إثر خلاف نشب بعد إطلاق إحد المسلحين النار بغزارة فوق رؤوس المنتظرين احتجاجاً على عدم حصولهم على الخبز بسرعة.
إلى ذلك، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة في أطراف بستان الباشا (شمال حلب)، فيما وقع عشرات المسلحين في كمين نصبه الجيش خلال قدومهم إلى السفيرة لنصرة المسلحين المحاصرين فيها. وأكد مصدر في الدفاع الوطني مقتل عشرة على الأقل منهم وإصابة آخرين. وقصف الطيران الحربي طرقات يستخدمها المسلحون للتنقل وتهريب الأسلحة والذخائر، مدمراً ما لا يقل عن عشر سيارات في الكاستيلو وطريق فافين ودي حافر.
وفي ما يتعلّق بالكهرباء في مدينة حلب وريفها، طرأ تغيّر ملحوظ إثر إصلاح خط الغاز المغذي للمحطة الحرارية في دير حافر. كذلك انخفضت أسعار أسطوانات الغاز المنزلي لتقارب ثلاثة آلاف ليرة لأول مرة منذ أكثر من سنة، فيما اختفى الازدحام أمام محطات البنزين.
من جانبه، قال مصدر في محافظة حلب إن مزيداً من استقرار أسعار المواد المدعومة سيتحقق بعد بسط الأمان الكامل على حركة المسافرين وشحن البضائع على طريق حلب ـــ خناصر ـــ حماة، ما سيعيد إحياء الحركة التجارية بين حلب وبقية المحافظات.
معارك ريف دمشق
على صعيد آخر، استمرت المعارك بالعنف ذاته في معظم المناطق السورية، وخاصة في ريف دمشق ودرعا ودير الزور، ما أدى إلى مقتل قائد «لواء الفاتحين» وأمير «جبهة النصرة» في حي الرشيدية في دير الزور محمد الشاطي الملقب بـ«أبو حمزة». كذلك هاجمت القوات الحكومية تجمعات عدة في حيي القابون وبرزة وشرق الكورنيش الوسطاني في جوبر. وفي مدينة داريا، قُتِل المدعو «أبو تيسير زيادة» قائد المجلس العسكري قرب جامع عبد الرحمن في المدينة.
في موازاة ذلك، نفّذ الجيش عملياته العسكرية على محور بلدات البلالية والنشابية، وصولاً إلى ميدعا في الغوطة الشرقية. وضبط الجيش نفقاً بطول 300 متر يمتد بين بلدة عربين وحرستا.
أما في ريف حمص، فقد وقعت مجزرة في قرية الشلوح (شمال تلكلخ)، ارتكبها مسلّحون بحق 15 مدنياً بينهم نساء وأطفال، نقلت جثامينهم إلى محافظة طرطوس.
على صعيد آخر، وفي ما يتعلّق بالمعارك المستمرة بين «وحدات حماية الشعب» الكردية (YPG) و«داعش»، تستعد عفرين (ريف حلب) لتشييع خمسة من مقاتلي «وحدات الحماية» قُتلوا في معارك مع التنظيم في قرية جلبل الواقعة في منتصف المسافة بين عفرين وأعزاز، فيما أعلنت «وحدات الحماية» تحرير قرى عدة في رأس العين، وسقوط عشرات القتلى من «داعش».
إلى ذلك، شن الجيش السوري هجوماً على قرية جباتا الخشب في الجولان المحرّر الواقعة جنوبي بلدة حضر في مقابل بلدة مسعدة في الجولان المحتل، مدعوماً بقصف الطائرات والمدفعية التابعة للواء 90، بهدف السيطرة على الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة، حيث تضم جباتا عدداً كبيراً من مقاتلي «جبهة النصرة»، وتُستعمَل أراضيها كخلفية للهجوم على القرى المحيطة، وكطريق لانتقال جرحى المعارضة السورية المسلحة للعلاج في مشافي الكيان الصهيوني عبر سيارات الإسعاف الإسرائيلية. وكذلك شنّ الطيران السوري غارات عنيفة على بيت جن ومزرعة بيت جن الواقعتين على السفح الشرقي من جبل الشيخ إلى الشمال من بلدة حضر.