في ظل تنفيذ صفقة تفكيك منظومة الأسلحة الكيميائية السورية، وبالتزامن مع المفاوضات الأميركية الايرانية حول برنامجها النووي، ارتفع منسوب الحديث عن ضرورة بحث مصير أسلحة الدمار الشامل التي تملكها تل أبيب، لكن حكومة بنيامين نتنياهو ما زالت متمسكة بالسياسة الرسمية المتبعة إزاءها منذ خمسة عقود.
وكشفت صحيفة «هآرتس» أن رئيس الحكومة أجرى قبل عدة أسابيع مشاورات مع وزراء المجلس الوزاري المصغر حول السياسة الإسرائيلية تجاه معاهدة منع الأسلحة الكيميائية، لكن من دون تصويت، خلصت الى التأكيد على السياسة الإسرائيلية المتبعة تجاه هذه القضية.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن النقاش الذي أجري في أعقاب الاتفاق الروسي الاميركي الكيميائي، طرح على هامش أحد نقاشات جلسات المجلس الوزاري المُصغّر، بعد تقرير تلقّاه الوزراء حول عملية تفكيك المنظومة الكيميائية في سوريا. ولفتت الصحيفة الى أنه لم يجر في الجلسة نقاش طويل كما لم يجر تصويت، وأن كلاً من نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون أكدا اعتقادهما بأن على إسرائيل ألّا تغير سياستها تجاه معاهدة منع الاسلحة الكيميائية، وبالتالي لا حاجة إلى طرحها للموافقة عليها في الحكومة أو الكنيست. وبعد مشاورات قصيرة اتفق الوزراء على المحافظة على السياسة التي تتبعها إسرائيل حتى الآن منذ خمسة عقود.
رغم ذلك، أكدت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أنه على الرغم من معارضة نتنياهو ويعلون، يوجد مجموعة كبيرة من مسؤولي المؤسسة الأمنية والجيش، سابقين وحاليين، الذين يعتقدون أنه إزاء تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية، حان وقت إسرائيل للموافقة على المعاهدة.
وكانت إسرائيل قد وقّعت في عام 1993 على معاهدة منع الأسلحة الكيميائية، ولكن لم يوافق عليها في الحكومة والكنيست. ونتيجة ذلك، لم توافق إسرائيل إلى حد الآن على الخضوع للمعاهدة. لكنهم في إسرائيل لا يتطرقون إلى ما ينشر في وسائل الاعلام الأجنبية عن مخازن الأسلحة الكيميائية التي يبدو أنها تملكها وإلى المطالبة بتفكيكها.
في السياق نفسه، كان المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بلمور قد قال لـ«هآرتس»، قبل عدة أسابيع، بالتزامن مع الحديث عن تفكيك الاسلحة السورية، إن إسرائيل لن توافق على المعاهدة ما دام هناك دول في المنطقة لا تعترف بوجودها وتهدد بتدميرها، وتحتفظ بأسلحة كيميائية. وأضاف بلمور أن المنظمات الإرهابية التي تعمل كممثلة لهذه الدول يمكن أن تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد إسرائيل. وبحسب بلمور أيضاً «التهديد باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد إسرائيل ليس نظرياً أو مستبعداً، إلا أن إسرائيل لا تستطيع تجاهل هذا التهديد عندما تقرر اتخاذ موقف الموافقة على هذه المعاهدة».