رعاة «جنيف 2» في انتظار موعد اجتماع «الائتلاف» المعارض يوم السبت المقبل في اسطنبول. موسكو رمت الكرة في ملعب «شركائنا الأميركيين»، الذين حجزوا مقعداً لـ«مندوبهم» الدائم في اجتماعات «الائتلاف» المحورية السفير روبرت فورد. هذه المعارضة طرية العود بنظر واشنطن، لذا تحتاج لمساعدة الخبير فورد، بالإضافة إلى «دورات للتدريب على إجراء المفاوضات». أما موسكو، فواصلت لقاءاتها بمعارضين بارزين ومغمورين، معلنةً استعدادها لاحتضان لقاءات تجمع مسؤولين سوريين رسميين وآخرين معارضين.
وأعربت واشنطن عن أملها في أن يوافق «الائتلاف» المعارض على حضور مؤتمر «جنيف 2» خلال اجتماعه المقرر يوم 9 تشرين الثاني، ليتمكن القائمون على المؤتمر من عقده بحلول نهاية العام الجاري. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم نشر اسمه: «أعتقد أن هناك إدراكاً أكبر في صفوف المعارضة أنه لا يوجد بديل للتفاوض السياسي، إذا كنا نريد إنهاء الصراع سريعاً». وقال المسؤول، الذي شارك في المشاورات الثلاثية في جنيف، الرامية إلى الإعداد للمؤتمر، حسب ما أفادت قناة «روسيا اليوم»، إنه لا يشعر بخيبة أمل بسبب التأجيل. وتابع قائلاً: «إنه عملية وليس حادثاً منفرداً فقط. والقضية لا تكمن في اليوم الذي سيعقد فيه المؤتمر، بل في بناء مستقبل سوريا، وهذه عملية طويلة وصعبة ومعقدة. وإذا كان الائتلاف يحتاج إلى أسابيع إضافية ليستعد كي يكون المعارضون شركاء حقيقيين، فنحن ندعمهم في ذلك». وأضاف أن السفير الأميركي في سوريا، روبرت فورد، سيتوجه قريباً إلى إسطنبول ليساعد المعارضة في جهودها الرامية للتوصل إلى توافق بشأن «جنيف 2». وأعرب عن أمله في أن يصوت أعضاء «الائتلاف» للمشاركة في المؤتمر. وأشار إلى أنّ المعارضين بدأوا خوض دورات للتدريب على إجراء المفاوضات، موضحاً أن «العديد من هؤلاء الأشخاص لم يشاركوا في الحياة السياسية قبل ذلك، وما زال أمامهم عمل طويل، لكن يبدو أنهم بدأوا الاستعدادات للمشاركة في المؤتمر». وفي موضوع المشاركة المحتملة لإيران في المؤتمر، قال المسؤول إنّ واشنطن قلقة جداً من دور طهران في الأزمة السورية، «لكنها تدرك أنّ لإيران دوراً في مستقبل سوريا»، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة لا تريد أن يكون هذا الدور سلبياً.
في موازاة ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنّ روسيا مستعدة لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن المعارضة قبل عقد مؤتمر «جنيف 2»، بهدف «خلق أجواء ملائمة وإتاحة مناقشة المشاكل القائمة».
كذلك، صرّح الدبلوماسي الروسي، في لقاء مع قناة «روسيا اليوم»، بأنّه التقى أمس «مع ممثلي أطياف مختلفة من المعارضة الخارجية، من بينهم رئيس هيئة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع، ورندة قسيس التي تترأس الائتلاف العلماني الديموقراطي السوري، ووفد كردي برئاسة رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم، ومع رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد». ووصف اللقاءات بأنّها كانت مفيدة، معتبراً أنّ السبب الأساسي لتأجيل مؤتمر «جنيف 2» هو «عدم وجود موقف واضح لدى الائتلاف من المشاركة فيه». وأضاف أن «شركاءنا الأميركيين، الذين يحاولون التأثير على الائتلاف، قالوا لنا إنّه سيتخذ قراره في 9 تشرين الثاني».
من جهته، أبدى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، «استغرابه» لعدم تحديد موعد لعقد مؤتمر «جنيف 2»، معرباً عن اعتقاده أنّ «سبب التأجيل هو رفع الحكومة السورية لسقف مطالبها».
وعزا العربي «رفع الحكومة السورية سقف مطالبها إلى عدم رغبتها في التزام وثيقة «جنيف 1» لاعتبارها ما تضمنته من البدء في المرحلة الانتقالية، ومن ثم إنشاء هيئة حكومية لها كامل الصلاحيات بأنه نقل للسلطة».
وأشار إلى «وجود اجتماعات أخرى سيقوم بترتيبها المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي لتحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف الثاني»، معتبراً أنّ «تحديد موعد انعقاد المؤتمر بداية للتفاوض حول الحلّ السياسي للأزمة السورية».
إلى ذلك، أعلنت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانتا باور، أنّ الولايات المتحدة تواصل التثبت من صحة جردة الأسلحة الكيميائية التي قدمتها سوريا للمجتمع الدولي، وأيضاً من برنامج إزالة هذه الترسانة.
وقالت، إثر اجتماع لمجلس الأمن خصّص للأسلحة الكيميائية السورية: «بالطبع ستسمعون صوتنا في حال اكتشافنا عدم تطابق أو اختلافات كبيرة».
وكرّرت الديبلوماسية الأميركية القول إنّ الرئيس بشار الأسد غير مؤهل شرعياً لقيادة سوريا، رغم وعده بتدمير كل ترسانته الكيميائية.
وأكد مسؤولون أميركيون لوكالة «فرانس برس»، طالبين عدم نشر أسمائهم، أنّ بعضاً من «أركان النظام السوري يسعى للحفاظ على الترسانة الكيميائية السورية». ولكن أحد هؤلاء المسؤولين، أضاف أنّ الولايات المتحدة لديها ملء الثقة بفريق المفتشين، وإذ لم تفِ دمشق بالتزاماتها فسيجري عندها تشغيل «القنوات الديبلوماسية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)