ريف دمشق - في إطار العمليات العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش السوري في الريف الجنوبي لمدينة دمشق، منذ قرابة الشهر، استعاد الجيش أمس واحداً من أكبر معاقل «الجيش الحر» في الريف الجنوبي، في بلدات السبينة (الكبرى والصغرى) وغزال، بعد تسعة أيام من المعارك العنيفة.
وكان الجيش قد سيطر في الأسابيع الماضية على عدد من البلدات في ريف دمشق الجنوبي، مثل الحسينية والذيابية والبويضة.
وتشكّل السبينة أحد خطوط الإمداد للمقاتلين المعارضين بين الغوطتين الغربية والشرقية، وهي الخطوط التي بدأ الجيش بقطعها خلال الشهر الماضي، خصوصاً بعد السيطرة على بلدتي شبعا وحتيتة التركمان في الغوطة الشرقية. وأفادت مصادر عسكرية سورية «الأخبار» بأن السيطرة على السبينة تحقق أهدافاً متعددة: فمن ناحية، تمنع تدفق الإمدادات إلى الغوطة الشرقية الآتية من جهة الجنوب والغرب، وتهيئ المناخ لاستعادة الحجر الأسود التي فر المسلحون إليها وإلى مخيّم اليرموك. كذلك تؤدي إلى قطع طريق إمداد رئيسي من الحجر الأسود إلى داريا والمعضمية المحاصرتين.
الى ذلك، رأى متابعون أن استعادة بلدة حجّيرة المجاورة ستكون الهدف التالي للجيش. وهكذا يكون الجيش على وشك استعادة محور استراتيجي هام، يمتد من الجنوب الشرقي إلى نظيره الغربي، أي من السيدة زينب إلى الحسينية والذيابيّة والبويضة، مروراً بسبينة وغزال، وصولاً إلى طريق درعا الجنوبي (يشهد معارك عنيفة) الذي يقع على حدود بلدة داريّا في الغوطة الغربيّة.
في موازاة ذلك، قال مصدر في «الجيش الحر» لـ«الأخبار» إن مقاتلي «جبهة النصرة» أعلنوا «عن نيتهم الانسحاب من مخيّم اليرموك باتجّاه منطقة يلدا، التي تعد معقلاً أساسيّا لهم، الأمر الذي يستدعي إعادة انتشار فصائل المعارضة المسلّحة في المخيّم». ولم يفصح مقاتلو «النصرة» عن سبب الانسحاب، إلا أن المصدر يعزوه إلى «نيّة مقاتلي النصرة الانتقال إلى الغوطة الشرقيّة، قبل قطع الإمدادات عنهم في المخيّم» على خلفيّة تقدم الجيش في العمق الجنوبي.
في غضون ذلك، يستعد ناشطون للبدء بعمليّة إجلاء المدنيّين من مخيّم اليرموك. وذكر الناشط في الهلال الأحمر السوري إسماعيل خير بيك لـ«الأخبار» ان «عمليّة الإجلاء ستبدأ السبت المقبل، وسيشارك في العمليّة الجيش ومقاتلو الجبهة الشعبيّة ـــ القيادة العامّة، وناشطو المصالحة الوطنيّة والهلال الأحمر». ويرى متابعون أن مجمل التطورات في المخيّم ترجّح احتمال انطلاق عمليّة واسعة للجيش في اليرموك وفي حي الحجر الأسود المتاخم، وهما آخر ما تبقّى من المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلّحين في الريف الجنوبي.
في سياق آخر، شهدت دمشق أمس سقوط العديد من قذائف الهاون، في باب توما والقصاع وشارع الباسل في جرمانا، أسفرت عن مقتل ثلاثة مواطنين وجرح آخرين. واستهدفت 6 قذائف هاون بلدة السيدة زينب في ريف دمشق، سقطت إحداها على مدرسة وأدّت إلى وقوع إصابات بين الأطفال.
في المقابل، تواصلت المعارك في محيط بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي، فيما أعلنت الجماعات المسلحة المعارضة، لا سيّما تنظيم «دولة الاسلام في العراق والشام» (داعش) السيطرة على مخازن أسلحة ضخمة للجيش السوري قرب البلدة.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري انه تمّ القضاء على مجموعات مسلحة على الطريق الواصل بين بلدة الحميرة (ريف دمشق) وبلدة مهين (ريف حمص) وأحكمت سيطرتها عليه. وشرح المصدر ان السيطرة على الطريق «تشكل ضربة قوية للمجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة كونه يشكل أحد الطرق الرئيسية لإمداد الإرهابيين في بلدة مهين بالأسلحة والذخيرة». في مقابل ذلك، بثّت جماعات معارضة شريط فيديو على مواقع الكترونية، أظهر وجود مسلحين داخل مخازن ضخمة للسلاح قالت إنها قرب مهين.
وفي حلب وريفها قضى الاهالي ليلة مظلمة بعد اعتداء المسحلين المعارضين بقيادة «داعش» على محطة توليد الكهرباء الخاصة بالمدينة، في وقت انقطع فيه الاتصال مع المجموعة الأهلية التي ذهبت إلى المحطة بعد استهدافها وفي عدادها فريق طبي لعلاج العمال والحراس الجرحى جراء هجوم المسلحين، وآخر هندسي للمساهمة في أعمال الصيانة والتشغيل.
على صعيد آخر، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان عضو الكنيست عن حزب شاس الديني المتطرف، يعقوب مرجي، التقى في تركيا ممثلين عن المعارضة السورية، وتلقى منهم طلبا خاصا بضرورة مواصلة اسرائيل تقديم الدعم والمساعدة للمعارضة. ونقلت الاذاعة عن مرجي ان ممثلي المعارضة السرية شكروا اسرائيل على المساعدات التي تقدمها لهم، معربين عن امتنانهم للمعونة الطبية الاسرائيلية التي توفرها تل ابيب للجرحى والمصابين السوريين الذين يلجأون اليها. وبحسب مرجي، فإن ممثلي المعارضة عبروا ايضا عن احباطهم المتزايد من الاوضاع الحالية، ومن تنامي المساعدة التي يتلقاها نظام الرئيس السوري بشار الاسد من ايران وروسيا.





تركيا: مصادرة شاحنة أسلحة إلى سوريا


اسطنبول ـ حسني محلي
بعد أسبوع من مصادرة الجيش التركي شاحنات كانت تنقل مواد ومعدات كيميائية من تركيا الى سوريا، اعلن والي مدينة أضنة عوني جوش مصادرة شاحنة تنقل رؤوس صواريخ مختلفة كانت في طريقها من مدينة قونية إلى بلد «أجنبي» لم يسمّه. واعتقلت سلطات الأمن تسعة مواطنين أتراك، من بينهم شخص سبق ان قاتل في الشيشان. وقالت مصادر أمنية ان التحقيق مستمر مع الموقوفين للتأكد من مصدر الأسلحة والمعدات الحربية. وأثارت الأخبار الأخيرة في ما يتعلق بمصادرة الأسلحة المتوجهة الى سوريا العديد من التساؤلات، لناحية تزامنها مع سيطرة «النصرة» و«داعش» على المناطق السورية المحاذية للحدود مع تركيا.
على صعيد آخر، نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس، أن تكون بلاده توفر مأوى أو دعما للجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سوريا. وقال اردوغان في مؤتمر صحافي خلال زيارة رسمية لستوكهولم ان «مثل هذه الكيانات ستلقى المواجهة نفسها التي تلقاها الجماعات الإرهابية الانفصالية».