القاهرة | العلاقات الثنائية، التعاون العسكري، الوضع الإقليمي، أبرز الملفات التي سيتطرق اليها اليوم الاجتماع «التاريخي» بين وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، مع نظيريهما المصريين نبيل فهمي والفريق عبدالفتاح السيسي. وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية، شاركت في الإعداد للزيارة، لـ«الأخبار»، أن الزيارة ستتناول ملفات سياسية واقتصادية وعسكرية.
ومن الملفات الاقتصادية بحث تصدير الحبوب إلى مصر، ودعم السياحة الروسية لمصر ووضع آلية لعدم تأثرها بالتوترات السياسية والأمنية.
أما الملفات السياسية الدولية والإقليمية، فستتصدرها الأزمة السورية على الأرجح في ظل تقارب مواقف البلدين من الأزمة، مع الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والأمن الإقليمي.
كذلك، أكد مصدر سيادي مسؤول لـ«الأخبار» أن وزير الدفاع الروسي سوف يعرض على نظيره المصري خطة التعاون العسكري التي يمكن تنفيذها بين الجانبين.
وأشار المصدر إلى أنه سيتم الاتفاق على عقد لقاءات مشتركة بين قادة القوات المصريين ونظرائهم الروس للكشف عن احتياجات مصر من الأسلحة وسبل توفيرها، وأن من المقرر البدء بالتعاون في مجال التسليح البحري، وتزويد مصر بصواريخ بعيدة المدى.
وكان عضو المجلس الاستشاري التابع لوزارة الدفاع الروسية، روسلان بوخوف، استبق المباحثات بإعلانه أمس أن «مصر تسعى لإبرام صفقة أسلحة روسية بنحو 2 مليار دولار»، مضيفاً في مقابلة مع شبكة «بلومبرغ» الأميركية أن «الصفقة تشمل طائرات مقاتلة من طراز ميغ 29 وأنظمة للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات».
وأضاف بوخوف أنه «على رأس قائمة المشتريات المصرية الطائرة المقاتلة من طراز (ميغ 29 إم2)، وهي نسخة مطورة من الطائرات السوفياتية التصميم».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وصل أمس إلى القاهرة، فيما يصل وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم. وتأتي زيارة الوفد الروسي بعد أشهر قليلة على ذكرى مرور 70 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة، في الوقت الذي بدأت فيه انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين، حيث تعبتر زيارة لافروف وشويغو أول زيارة على هذا المستوى العالي لمسؤولين روس في فترة ما بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي.
وفي تصريحات خاصة لـ«الأخبار»، أكد سفير روسيا في القاهرة، سيرغي كيربيتشكنو، «أن هذه الزيارة تدخل في سياق تاريخي».
وفيما رفض كيربيتشكنو التعليق على توتر العلاقات المصرية الأميركية بعد ثورة «30 يونيو»، شدد على أن «بلاده لن تكون بديلاً من أميركا»، موضحاً أن العلاقات المصرية الروسية «قائمة بالفعل ومن المنتظر تنميتها وتدعيمها».
وأوضح السفير الروسي في القاهرة أن بلاده تدعم القاهرة في تنفيذ خارطة الطريق والتحول الديمقراطي، مؤكداً أن الانتخابات هي المخرج السريع للأزمة الحالية في مصر فضلاً عن تبنّي سياسات إصلاحية لتحسين الظروف الاقتصادية تماشياً مع تطلعات الشعب المصري.
وأكد كيربيتشكنو أن اتصالات جرت بين وزارتي السياحة والخارجية في البلدين في الفترة الأخيرة، حيث كانت هناك زيارات لوكالة السياحة الروسية، فيما ينتظر زيادة عدد السياح الروس بنحو أكبر خلال الفترة المقبلة.
ورجّح أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بزيارة مصر بعد الانتهاء من خارطة الطريق وإقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
يذكر أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا، حسب «النشرة الاقتصادية لمركز معلومات مجلس الوزراء»، يصل إلى 3 مليارات ونصف المليار دولار، فضلاً عن استقبال مصر لأكبر نسبة من السياحة الروسية التي لم تتأثر كثيراً بعد الأحداث
الأخيرة.
وكان وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، قد قام بزيارة روسيا، التقى خلالها نظيره سيرغي لافروف، وبحث معه تعزيز ودعم العلاقات المصرية الروسية وبحث سبل التعاون في قضايا الشرق الأوسط وملف نزع السلاح في الشرق الأوسط وجعلها منطقة خالية من السلاح.