وجّه رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية، نداءً إلى مصر كي تساعد الشعب الفلسطيني وترفع عنه الحصار، من أجل التصدي للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف تدمير القضية الفلسطينية وتهويد القدس وإسقاط حق العودة، وإبقاء الانقسام الفلسطيني. وقال هنية عقب أدائه صلاة الجمعة، إن «الحصار يشتد على قطاع غزة ونحن نجري اتصالات مكثفة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة من أجل وقف هذا التدهور في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع»، مؤكداً أن «الحصار له أغراض سياسية ويهدف إلى كسر إرادة المقاومة الفلسطينية وكسر إرادة الشعب الفلسطيني». كذلك أوضح أنه والحكومة يجريان اتصالات مكثفة مع العديد من الدول من أجل وقف هذا التدهور في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، وتخفيف الحصار ومعالجة القضايا، وفي مقدمتها أزمة الكهرباء.
من جهته، أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أن المفاوضات الخاصة بعملية السلام تهدف الى التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل عبر المفاوضات الجارية برعاية أميركية. أما كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، فقد رأى أن القيادة الفلسطينية، ومن منطلق إيمانها بأهمية تحقيق السلام العادل والشامل، ملتزمة بالتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، رغم ما تمارسه حكومة بنيامين نتنياهو من جرائم بحق الإنسان الفلسطيني وبحق الأرض الفلسطينية.
جاء ذلك خلال لقائه السيناتور الهولندي تيني كوكس، مقرر لجنة الشؤون السياسية والديموقراطية في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أثناء زيارته لرام الله، حيث وضعه في صورة المفاوضات الجارية مع الجانب الإسرائيلي.
وأضاف عريقات أن إسرائيل قتلت عدداً من الفلسطينيين خلال سير عملية التفاوض، وقامت بتدمير عدد من المنازل وخصوصاً في القدس المحتلة، واعتقلت ودمرت وصادرت، الأمر الذي يؤكد عدم ثقة الفلسطينيين بحكومة الاحتلال الحالية، ويقتل الأمل بتحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات المجتمع الدولي.
ميدانياً، قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أول من أمس، بشن غارتين جويتين على غزة بعد أن أطلقت صواريخ منها باتجاه إسرائيل، إثر توغل لقوات الاحتلال جنوب القطاع، فيما اتهم الفلسطينيون الجيش الاسرائيلي باعتقال اربعة اطفال فلسطينيين تتراوح اعمارهم بين خمس وتسع سنوات في بلدة كفرقدوم في شمال الضفة الغربية لأكثر من ساعة قبل اطلاق سراحهم.
وقال شهود عيان إن الغارتين اللتين استهدفت إحداهما حي الزيتون شرق مدينة غزة والثانية شمال القطاع، لم تؤديا إلى ضحايا.
من جهته، أكد جيش الاحتلال، في بيان، أنه شن غارتين على منصتي إطلاق للصواريخ في شمال غزة رداً على إطلاق صاروخ وقذيفة أخرى على الأراضي المحتلة، موضحاً أنهما سقطا بالقرب من الجدار الحدودي مع القطاع. وقال شهود إن القوات الإسرائيلية توغلت أول من أمس في جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى ردّ مقاتلين فلسطينيين بإطلاق قذائف لم توقع ضحايا.
وتبنّت حركة الجهاد الاسلامي إطلاق القذائف رداً على التوغل الإسرائيلي.
ونظمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عروضاً عسكرية في غزة في ذكرى مرور عام على «معركة حجارة السجيل» أو عملية «عمود السحاب» كما سمّتها إسرائيل. في غضون ذلك، أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن «إسرائيل وحركة حماس لم تتخذا أي إجراء لفتح تحقيقات مستقلة ومحايدة في مزاعم وقوع انتهاكات خلال المواجهات في قطاع غزة، بعد مرور عام على وقوعها»، لافتةً إلى أن «المدعي العام العسكري الإسرائيلي تسلم عشرات الشكاوى من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والإسرائيلية، لا سيما الشكاوى المتعلقة بقضايا قتل مدنيين في الهجمات التي يُحتمل بشكل كبير أن تشكل جرائم حرب، ولكنه لم يبادر حتى الآن إلى فتح ولو تحقيق جنائي واحد في الموضوع، على حدّ علمها».
وأشارت إلى أن «الانتهاكات الإسرائيلية لا تزال تُرتكب يومياً في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك الاستخدام المنتظم للقوة المميتة بحق المدنيين الفلسطينيين الذين لا يشكلون خطراً على القوات الإسرائيلية».
( الأخبار،أ ف ب)