لم تكتفِ الحكومة الإسرائيلية بإقرار مشاريع لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية كثمن داخلي لقاء إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين، بل دفعت لجنة التخطيط الخاصة ببلدية الاحتلال في القدس إلى إقرار مشروع «الحديقة الوطنية» في منطقة «سفوح هار هاتسوفيم» (جبل المشارف) التي من شأنها أن تخنق أحياء عربية محاذية لها وتحول دون تمددها. وأشارت تقارير إعلامية عبرية إلى أن اللجنة وافقت الخميس على مشروع «الحديقة» بعد أن جرى تقديمه من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أنه «تعويض» لليمين في حكومته عن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن اللجنة كانت قبل ذلك تلقّت من محافل سياسية عليا أوامر لدفع المشروع قدماً بأسرع وتيرة ممكنة، الأمر الذي تمت ترجمته بعقد جلسة ماراتونية استمرت تسع ساعات أقرّ في ختامها المشروع رغم تحفظ بعض الهيئات لأسباب بيئية. وتقع المنطقة التي ستشيد فيها الحديقة بين قريتي العيسوية والطور الفلسطينيتين في القسم الشرقي من القدس المحتلة، وتعدّ المساحة الوحيدة في محيط هاتين القريتين التي يمكنهما التمدد فيها عمرانياً. كذلك فإن إقرار مشروع الحديقة ألغى عملياً مشروعاً آخر لتطوير قرية العيسوية كان جرى التخطيط له على مدى سنوات ووافقت عليه بلدية الاحتلال. وبحسب «هآرتس»، جرى تسجيل صوت إحدى الموظفات في «سلطة الطبيعة والحدائق» الإسرائيلية في أيلول الماضي وهي تعترف في أقوالها بأن الهدف الأساسي لإقامة الحديقة في هذا المكان هو «كبح البناء الفلسطيني» في المنطقة. ووفقاً لخطط المشروع، من المفترض أن تمتد الحديقة على مساحة 650 دونماً من أراضي المدينة المحتلة، الأمر الذي سيؤدي إلى تقطيع أوصال الأحياء العربية ومنع التواصل الجغرافي بينها.
ويعارض السكان الفلسطينيون في المنطقة إقامة الحديقة بشدة، ويرون أن إقامتها ستقضي على أراضٍ تابعة لهم وهي تأتي ضمن سياق مشاريع تهويد القدس من خلال التضييق على التمدد الفلسطيني الطبيعي فيها.
في السياق، أدرجت سفارة إسرائيل لدى إيطاليا، من خلال مكتبها السياحي، مدينة بيت لحم ومواقع سياحية فلسطينية أخرى ضمن لائحة المدن السياحية الإسرائيلية في إعلاناتها. وأعلن المكتب السياحي الإسرائيلي عن تنظيم ورشة عمل بالتعاون مع عدة شركات إسرائيلية للمتخصصين الإيطاليين في مجال السياحة في مدينة روما. وجاء في البيان «إن إسرائيل، وبفضل مجموعة واسعة من المواقع ذات الخصائص الفريدة، مثل الميناء القديم في يافا، والناصرة، والقدس، وطبريا، وبيت لحم، وكفرناحوم، ومسعدة، ثم البحر الميت، وحصن هيرودس والكهوف القريبة من قمران...».
وقال مدير المكتب السياحي الإسرائيلي في مدينة ميلانو، تسفي لوطان، لمناسبة مرور 40 عاماً على افتتاح المكتب السياحي الإسرائيلي في إيطاليا، إن «السياحة إلى إسرائيل، اليوم، أصبحت مبتكرة تماماً ومتجددة، ولم يكن من السهل تصورها قبل 15 عاماً مضت».
(الأخبار)