بالتزامن مع تفاقم الأزمة السياسية داخل الحزب الحاكم في البلاد، قُتِل 100 شخص في معارك بين قبائل عربية في إقليم دارفور غرب السودان، بينما أعلن متمردون سودانيون أمس أنهم سيطروا على بلدة قريبة من حدود جنوب كردفان، حيث أكد السكان وقوع قتال. وأشارت إذاعة ام درمان الرسمية الى ان حصيلة القتلى في درافور بلغت 100 قتيل نتيجة المعارك بين قبيلتي المسيرية والسلامات، من دون الاشارة الى تاريخ حصول هذه المعارك.
وأكد مصدر يعمل في الشأن الإنساني في المنطقة «وجود قتلى من التشاديين» الجنود، لم يحدد عددهم، سقطوا الخميس الماضي بعد مهاجمة أم دخون ومخيم للنازحين في محيط المنطقة، حيث قامت «القوات المشتركة التشادية والسودانية بطرد» رجال قبيلة السلامة «ثم صدتهم الى تشاد حيث لاحقهم الجنود لفترة»، وفقاً للمصدر نفسه.
وكان سقط نحو 200 قتيل في الاشتباكات بين قبيلتي المسيرية والسلامات العربيتين، التي تخف وتشتد منذ نيسان الماضي جنوب غرب دارفور.
في الوقت نفسه، أعلنت حركة العدل والمساواة المتمردة أنها «سيطرت على ابو زبد» في ولاية شمال كردفان، على بعد بضعة كيلومترات من جنوب كردفان، حيث يقاتل المتمردون منذ عامين.
وقال المتحدث باسم الحركة جبريل آدم بلال: «سيطرنا على كل المباني الحكومية».
وتقع أبو زبد على بعد 150 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، على خط السكة الحديدية الرئيسي. وتبعد البلدة 60 كيلومتراً عن مدينة الدلنج في جنوب كردفان، التي ادعى متمردو العدل والمساواة الاسبوع الماضي انهم بالاشتراك مع متمردي الحركة الشعبية شمال السودان، شنوا اولى هجماتهم الكبيرة عليها في موسم الجفاف. وقالوا إنهم نصبوا كميناً لقافلة للجيش السوداني وخلّف الكمين عدداً من القتلى.
وتنتمي المجموعتان المتمردتان إلى تحالف حركات تقاتل الحكومة السودانية باسم «الجبهة الثورية السودانية» التي تسعى الى اسقاط نظام حكم الرئيس السوداني عمر البشير واقامة بديل له يمثل تنوع السودان.
في المقابل، أبلغ وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، البرلمان الاحد الماضي بأن القوات الحكومية اكملت إعدادها لحسم وإنهاء الحركات المتمردة في دارفور وجنوب كردفان.
وامتد القتال الى شمال كردفان في نيسان الماضي عندما قام تحالف المتمردين بعدد من الهجمات على مدن هناك بما فيها (ام روابه) ثانية كبرى مدن الولاية.
سياسياً، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أول من أمس أنه طرد ثلاثة من قيادييه الإصلاحيين، سبق لهم أن انتقدوا الرئيس البشير، الذي لمّح الى امكانية اجراء تعديل وزاري قريب.
وقال الرجل الثاني في الحزب نافع علي نافع، في تصريح صحافي ان حزب المؤتمر الوطني في السودان قرر طرد المستشار السابق للرئاسة غازي صلاح الدين العتباني، ووزير الرياضة السابق عثمان رزق، وفضل الله احمد فضل الله، من الحزب.
وكانت لجنة داخلية للحزب قد أوصت بطرد الثلاثة الذين كانوا في عداد نحو ثلاثين شخصية إصلاحية اعلنت في نهاية تشرين الاول الماضي عزمها على تشكيل تجمع سياسي جديد، واتهمت الحكومة في رسالة موجهة الى الرئيس السوداني بالتنكر للأسس الاسلامية للنظام بقمعها الدامي لتظاهرات منتصف ايلول ومطلع تشرين الاول الماضيين احتجاجاً على رفع اسعار الوقود.
وكان الرئيس السوداني قد لمح السبت الى انه قد يجري سريعاً تعديلاً وزارياً. وقال في اجتماع ضم نحو 400 مسؤول في حزب المؤتمر الوطني: «سندخل قريباً تغييرات في الهيئات التنفيذية على المستويين المركزي والفدرالي».
وأكد البشير أن «الإصلاحات يجب ان تنبع من مؤسسات الحزب»، وذلك رغم ان حزب المؤتمر ليس مستعداً لأن يأخذ في الاعتبار مواقف متباينة داخله، بحسب خبراء.
وخلف قمع السلطات للتظاهرات أكثر من 200 قتيل بين المتظاهرين، بحسب منظمة العفو الدولية وبين 60 و70 قتيلاً بحسب السلطات.
(أ ف ب، رويترز)