لا تزال الأوضاع الأمنية المتوترة في اليمن في حالة تصاعد يزداد خطورة، حيث تحولت أمس الى ساحة تصفيات إقليمية ــ دولية ذهب ضحيتها خبير عسكري بيلاروسي وأصيب زميله بجروح أمس عندما أطلق مسلحان مجهولان النار عليهما في جنوب صنعاء، حسبما أفاد مصدر أمني وكالة «فرانس برس». وذكر المصدر أن «مسلّحَين على متن دراجة نارية أطلقا النار على الخبيرين اللذين يعملان مع الجيش اليمني، فأرديا أحدهما قتيلاً وأصابا الآخر بجروح، وذلك في شارع بينونة في جنوب العاصمة اليمنية»، موضحاً أن الخبيرين استُهدِفا بعيد خروجهما من فندق أمستردام حيث يقيمان، وقد لاذ المهاجمان بالفرار.
وكانت معلومات سابقة أشارت الى أن القتيل والجريح من روسيا، إلا أن السفارة الروسية في صنعاء أكدت أنهما من بيلاروسيا وليس من روسيا.
وقال المتحدث باسم السفارة الروسية نيكولاي لياغوشكين، حسبما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية، «عند الساعة 9,15 صباحاً، وعند خروجهما من فندق أمستردام في وسط صنعاء، تعرض مواطنان من بيلاروسيا يعملان في اليمن ضمن عقد خاص لهجوم. قتل أحدهما وأصيب الثاني بجروح بالغة».
وذكر مدير الفندق أن أربعة خبراء يقيمون في الفندق، وكان الاثنان المستهدفان ينتظران زميليهما خارج الفندق، على أن يستقلّوا معاً سيارة أجرة.
وقال مدير الفندق «سمعنا صوت إطلاق نار وخرجنا لنجد الرجلين غارقين في الدماء». وبحسب شهود عيان، فإن إصابة الرجلين في الصدر، ما يوحي بأن إصابة الجريح قد تكون خطرة.
وذكر شهود عيان أن سيارتين تابعتين لحرس الرئاسة قدمتا الى المكان، ونقلت الاولى القتيل والجريح الى المستشفى، فيما نقلت الثانية الخبيرين الآخرين المقيمين في الفندق.
ويعمل عدد من الخبراء العسكريين الروس أو الآتين من دول الاتحاد السوفياتي السابق كخبراء ومستشارين لدى الجيش اليمني أو أجهزة الأمن المختلفة، خصوصاً بموجب عقود خاصة خارج إطار التعاون الرسمي بين الدول.
ويوم أمس أيضاً، قتل مسلحان مجهولان كانا يركبان دراجة نارية العقيد في الشرطة أحمد الجحدري، في شارع الخولان في جنوب اليمن، في منطقة قريبة نسبياً من منطقة اغتيال الخبير البيلاروسي.
وكان النائب وممثل المتمردين الحوثيين في الحوار الوطني في اليمن، عبد الكريم جدبان، اغتيل مساء الجمعة الماضي في صنعاء بالطريقة نفسها.
وفي السادس من تشرين الأول، قُتِل ألماني يعمل في جهاز أمن سفارة بلاده في صنعاء بينما كان يخرج من سوبرماركت في حي حدة الراقي في صنعاء.
وشهد اليمن في السنوات الماضية عشرات عمليات الاغتيال التي نفذها مسلحون على متن دراجات نارية، ونسبت هذه الهجمات بمعظمها الى تنظيم القاعدة.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس أن «12 عنصراً من القاعدة» قتلوا في غارة نفذتها الطائرات اليمنية في محافظة أبين في جنوب اليمن مطلع الاسبوع.
وقال بيان للوزارة إنه تم استهداف «العناصر الارهابية» بينما كانوا على متن سيارة في منطقة المحفد في أبين.
وفي سياق آخر، تجددت الاشتباكات في منطقة دماج في شمال اليمن بين الحوثيين والسلفيين. وذكر مصدر من السلفيين أن قصفاً للحوثيين على مدرسة الخالق في وسط دماج أدى إلى مقتل شخصين بينهم عبد الرحمن يحيى الحجوري، نجل زعيم السلفيين في دماج يحيى الحجوري.
ودماج هي معقل للسلفيين في صعدة التي تُعتبر مركز المتمردين الحوثيين.
الى ذلك، أعلن موقع وزارة الدفاع مقتل 69 عضواً في قوات الامن الخاصة في اليمن بينهم أربعة ضباط منذ مطلع 2013 في المعارك مع تنظيم القاعدة.
(أ ف ب)