لا تقتصر المخاوف الاسرائيلية من اتفاق جنيف النووي، كونه لا يتطابق مع الشروط الاربعة لبنيامين نتنياهو حول سلب ايران اي قدرة على الانتاج النووي، بل ايضا بالقياس الى المسافة، التي باتت بحسب اتفاق الاطار في جنيف، تفصل بينها وبين قدرتها على انتاج قنابل نووية.
ونقلت صحيفة «معاريف» أمس عن محافل رسمية اسرائيلية تقديرها بأن الاتفاق المؤقت الذي تحقق مع ايران، سيعوق قدرة انطلاقها باتجاه القنبلة النووية لاسبوعين فقط. واضافت ان التخوف في اسرائيل هو أن يستغل الايرانيون ازمة دولية او أزمة داخلية اميركية كي ينطلقوا باتجاه انتاج قنبلة نووية، انطلاقا من تقدير بأن الاسرة الدولية لن تتمكن من منعهم من ذلك. واضافت «معاريف» أن التقديرات التي قُدمت لدبلوماسيين اجانب، وجهات خارجية رفيعة المستوى، «في حال شعر الايرانيون بأنهم مستعدون لتطوير قنبلة نووية، سيتخذون قرارا بتجاهل التفاهمات التي تم التوصل اليها مع الدول العظمى، وتشغيل 18000 جهاز طرد مركزي، (التي يعمل منها الان نحو 10 الاف فقط) وفي هذه الحالة سيكونون قادرين على تخصيب ما يكفي من اليورانيوم الى المستوى العسكري في غضون 36 يوما».
يُشار الى أنه بحسب التقارير ذات الصلة، تملك ايران في هذه المرحلة اكثر من ثمانية اطنان من اليورانيوم المخصب بدرجة 3,5%، والتي تكفي نظريا لصناعة نحو خمس قنابل نووية. وتأتي هذه التقارير في اعقاب الاعلان عن زيارة رئيسي الطاقم الفرنسي والاميركي في المفاوضات مع ايران، الى اسرائيل من اجل التباحث حول مفاوضات الوضع النهائي النووي.
وفي السياق، كشفت مجلة «التايم» الأميركية، استنادا الى ضابط اسرائيلي رفيع لم تذكر اسمه، عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل سوف تجريان مناورات عسكرية مشتركة فى شهر ايار المقبل، أي في اعقاب انتهاء مدة الاتفاق المؤقت بين ايران والسداسية الدولية، بهدف توجيه رسالة الى ايران مفادها ان الولايات المتحدة لم تلغ الخيار العسكري. وبحسب المصدر العسكري الاسرائيلي، فإن الرسالة الاميركية الى اسرائيل من خلال هذه المناورات، تهدف الى القول اننا «ما زلنا نحافظ على قدراتنا لمهاجمة ايران، وأحد الطرق لاظهار ذلك التدريبات». مشيرا في الوقت نفسه الى أن الهدف من هذه المناورات إعداد «استعراض كبير من القدرات والعلاقات».
إلى ذلك، رأى رئيس معهد ابحاث الامن القومي، اللواء عاموس يادلين، ان اتفاق الاطار بين ايران والسداسية الدولية، ليس «اتفاقا تاريخيا» ولا «فشلا تاريخيا»، مقراً بأن الخيارات في مواجهة ايران كانت محدودة. ورأى يادلين انه لو فشلت المفاوضات في جنيف لكانت ايران ستواصل بالتأكيد تخصيب اليورانيوم بدرجة 20%، وتشغيل اجهزة الطرد المركزي المتطورة وتتقدم في بناء مفاعل المياه الثقيلة في اراك.