كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية النقاب عن تقرير أعدته «استخبارات الجيش السوري الحر»، وقدمته إلى الخارجية الأميركية. واصل اللواء المنشق سليم ادريس، من موقعه كرئيس لـ«المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر» لعب دور المخبر لدى واشنطن، إذ يظهر تقرير «استخباراته» تنامي قوة «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، مشيراً الى أن التنظيم «القاعدي» يضم نحو 5500 مقاتل أجنبي «يشكّلون العمود الفقري لداعش في عملياتها الحساسة».
وتتولى تجنيد هؤلاء المقاتلين من بلدانهم شبكة يقودها مقاتل معروف باسم أبو أحمد العراقي، وحين يصل المقاتلون إلى سوريا توزع عليهم أحزمة ناسفة يرتدونها طول الوقت، مهددين كل من يجرؤ على مواجهتهم بتفجيرها، كما جاء في التقرير. وأضاف التقرير «انّ الأخطر والأشد همجية» بين هؤلاء هم نحو 250 شيشانياً يتمركزون في ضواحي حلب، وينسق نشاطهم عنصر معروف باسم «أبو عمر الشيشاني». وينضم إلى هذه النواة الصلبة من المقاتلين الأجانب نحو 2000 شاب جُندوا عقائدياً من شمال سوريا في الغالب. وهناك 15 ألف مقاتل يدعمونهم «خوفاً أو طمعاً». وبين هؤلاء مقاتلون من 14 عشيرة في منطقة الرقة، و8 عشائر من دير الزور.
ويحذر «الجيش الحر»، في تقريره منّ أنّ «الدولة» تستخدم سياسة الخطف في المنطقة التي تنتشر فيها، وتضم سجونها «أكثر من 35 صحافياً أجنبياً و60 ناشطاً سياسياً سورياً، وأكثر من 100 مقاتل من الجيش الحر».
وذكرت الصحيفة أنّه فيما تزداد «القاعدة» قوة، يعبّر قادة المعارضة عن اهتمامهم بتسوية سياسية. وقال سليم ادريس، للصحيفة الأميركية إنّه مستعد لحضور مؤتمر «جنيف 2» إذا وافقت دمشق على اتخاذ اجراءات لبناء الثقة، مثل فتح ممر لإيصال المساعدات الانسانية إلى المناطق المحاصرة. ولم يطالب ادريس بتنحي الرئيس بشار الأسد قبل بدء المفاوضات، بل قال إنّ رحيله يجب أن يكون «في نهاية المفاوضات».
وشدّد ادريس في حديثه على التهديد الذي تشكّله الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي قال «إنها بالغة الخطر على مستقبل سوريا»، وأن «الجيش السوري الحر سيكون، بعد رحيل الأسد، مستعداً لضمّ قواه إلى الجيش النظامي السوري في محاربة هذه الجماعات».
(الأخبار)