برّر الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، دعم بلاده لسد النهضة الإثيوبي بأن بلاده ستحظى بنصيب كبير من الكهرباء التي سينتجها السد، بينما رحّب زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي بالحزب الجديد الذي أسّسه تيار الإصلاح المنشق عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وانتقد بعض القوى الرافضة لاستيعاب الحزب الجديد ضمن صفوف المعارضة. وفي خطاب جماهيري عقب تدشينه مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين لشبكة الربط الكهربائي بين البلدين في ولاية القضارف على الحدود السودانية الشرقية مع إثيوبيا، قال البشير: «ساندنا سد النهضة لقناعتنا الراسخة بأن فيه فائدة لكل الإقليم، بما فيه مصر، وسنعمل عبر اللجنة الثلاثية الدولية لتقييم سد النهضة يداً بيد لما فيه مصلحة شعوب المنطقة».
وأضاف البشير إنه وديسالين مصممان على «تطوير العلاقات بين الشعبين السوداني والإثيوبي، وإلغاء الحدود التي وضعها المستعمر، وذلك لتسهيل حركة التجارة والأفراد»، قائلاً: «نحن أصلاً شعب واحد والسودان هو جزء من منطقة الحبشة الكبرى التي كانت تضم الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، لكن الحدود التي وضعها المستعمر هي التي فرّقتنا».
وحول مستقبل العلاقات بين البلدين، أوضح الرئيس السوداني الذي وقف إلى جانبه على المنصة رئيس الوزراء الإثيوبي، أنه «في السابق ربطنا بين البلدين بطريق وشبكة اتصالات، واليوم نربط بينهما بالكهرباء، وسنربطهما معاً بسكة حديدية قريباً، وذلك كلّه للتأكيد على أننا شعب واحد ولتكون الحركة طبيعية كما كانت قبل الاستعمار».
وكشف البشير عن اتفاقه مع ديسالين على إقامة منطقة حرة على الحدود تمتد من منطقة «القلابات» على الجانب السوداني إلى منطقة «المتمة» على الجانب الإثيوبي تكون تحت «إدارة واحدة مشتركة».
وتعدّ هذه المرة الأولى التي يعلن فيها البشير شخصياً مساندة بلاده لسد النهضة، وهو محل خلاف بين أديس أبابا والقاهرة.
على الصعيد السوداني الداخلي، قال الصادق المهدي في منتدى «الصحافة والسياسة»، الذي خصص للاحتفال بمنحه جائزة «الحنكة السياسية» التي تقدمها منظمة قوسي الفيليبينية ضمن 15 آخرين حول العالم، إن «الحزب الجديد مكسب للمعارضة ولإقامة النظام الجديد الذي ندعو له، ولن نحاسب الناس بتاريخهم».
ويختلف المهدي مع بقية أحزاب المعارضة في كيفية إسقاط النظام، حيث يدعو إلى عمل جماهيري للضغط على الحزب الحاكم لقبول تسوية سياسية تفضي إلى تفكيك النظام وتؤسس لتحول ديموقراطي، بينما تدعو بقية الأحزاب إلى إسقاط النظام مباشرة.
وأعلنت أحزاب المعارضة رفضها استيعاب الحزب الجديد ما لم يتقدم القيّمون عليه باعتذار عن مشاركتهم في النظام وتأكيد ابتعادهم عن نهجه الإقصائي.
وأعلن زعيم التيار الإصلاحي غازي صلاح الدين، الشهر الماضي، انشقاقه وتأسيسه لحزب جديد كرد على قرار فصله إلى جانب 2 آخرين وتجميد عضوية 9 من تياره بسبب مذكرة رفعوها للبشير نهاية أيلول تطالب بإصلاحات لتدارك الاحتجاجات التي شهدتها البلاد وقتها وخلّفت عشرات القتلى.
(الأناضول، أ ف ب)