لوّح رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أمس، بانتفاضة ثالثة، محذراً من أن وضع اللاجئين الفلسطينيين الذي خرجوا من سوريا أشبه بنكبة جديدة، وذلك في ظل اتهامات إسرائيلية لحركة «حماس» بإجراء تجارب على صواريخ تطال تل أبيب، وفي وقت أكد فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ييغال بالمور، أن إسرائيل مصممة على تهجير 30 ألف شخص من بدو صحراء النقب، بهدف إحلالها بمستوطنات يهودية، وفقاً لخطة «بيغين - برافر». وأوضح بالمور أن الخطة ناقشها الكنيست الإسرائيلي وأقرّها في حزيران الماضي، وأنه وفقاً للخطة فإن «قسماً من البدو المقيمين دون أوراق ملكية الأرض، سيصبحون مالكين بشكل رسمي، بينما ستُخصَّص بيوت وأراضٍ للعائلات التي ستُهجَّر، وستُعوَّض بمبالغ مالية، وأنهم سيعيشون في مدن ذات بنية تحتية، وسيتمكنون من إرسال أبنائهم إلى المدارس»، بحسب تعبيره. ولفت إلى أن خطة «برافر» لم تلق قبولاً، وأنها أحدثت جدلاً ونقاشاً طويلاً، ولم تُقَرّ، موضحاً أنها استُبدلت بخطة «بيغين»، التي قبل بها الجميع، على حد زعمه.
كذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية زئيف إلكين أول من أمس، أن بلاده تدرس بجدية منح الفلسطينيين مساحة من الأراضي للاستثمار فيها وإقامة مشاريع اقتصادية عليها، وذلك خلال الأسابيع المقبلة.
وبحسب إلكين، ستُستخدَم الأراضي لإقامة مشاريع زراعية وتجارية، «وفي الغالب ستكون في مناطق الأغوار، وهي مناطق ميتة، والهدف من هذا الطرح الإسرائيلي، لا يتعدى كونه بادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين».
وبحسب تقرير لها، قالت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر أمس، إن الولايات المتحدة هي التي تقود الموضوع مع الجانب الإسرائيلي، وهي أيضاً التي ستمول المشاريع المقررة إقامتها.
ورأى رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، في كلمة له خلال زيارته لديوان القضاء الشرعي في مدينة غزة أمس، إن «الظروف القائمة حالياً في الضفة الغربية وغزة والقدس شبيهة تماماً بالظروف التي كانت قائمة قبل الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، ونحن بالفعل على أبواب انتفاضة في وجه المحتل الإسرائيلي الذي لا يتوقف عن ارتكاب الجرائم بحق شعبنا»، مؤكداً أن «الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله وجهاده حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن كامل تراب فلسطين».
وأضاف هنية أن «المرابطين في المسجد الأقصى المبارك استطاعوا إفشال إدخال الشمعدان التلمودي إلى المسجد»، مشيداً بالجهود التي يبذلها الفلسطينيون في مدينة القدس للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات. على صعيد ثانٍ، دعا هنية الدول العربية والإسلامية إلى استضافة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا واحتضانهم، مؤكداً أن «اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وفي سوريا على وجه الخصوص يعيشون نكبة جديدة». وطالب السلطات المصرية بالإفراج عن المعتقلين من اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من سوريا إلى مصر.
وفي السياق، اتهم موقع «والاه» الإخباري الإسرائيلي، حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بإجراء 20 تجربة لمنظومة صواريخ (M-75) خلال الشهرين الماضيين، عبر إطلاقها نحو البحر.
وزعم الموقع أن منظومة الصواريخ التي تجري «حماس» اختبارات لها تستطيع الوصول إلى مدينة تل أبيب، مضيفاً أن «أنظمة الإنذار المبكر التابعة للجيش رصدت 20 عملية إطلاق لهذا النوع من الصواريخ في الشهرين الماضيين، منها 11 صاروخاً، أُطلقت نحو البحر الشهر الماضي».
من جهته، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في محادثات السلام بالشرق الأوسط، السيناتور أندرياس راينيكي أول من أمس، إن الاتحاد ينوي التخلي عن مد السلطة الفلسطينية بالمساعدات إذا ما آلت المفاوضات الجارية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الفشل، وعلى السلطة الفلسطينية حينها أن تتحمل مسؤوليتها إزاء عودة إسرائيل إلى الضفة الغربية. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم سنوياً قرابة 300 مليون يورو للسلطة الفلسطينية، بعضها يخصص لتسديد الأجور وبعضها الآخر لإحداث وإدارة المؤسسات وإقامة مشاريع التنمية والبنية التحتية. وشدد المسؤول في الاتحاد الأوروبي على ضرورة نجاح مفاوضات السلام الجارية حالياً بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بوساطة أميركية، ومن أجل ذلك فإن الاتحاد الأوروبي «سيواصل دعمه لجهود وزير الخارجية الأميركية جون كيري لتحقيق السلام في المنطقة، وسيتصرف بناءً على نتائج هذه المفاوضات». وقال راينيكي إن «الاتحاد الأوروبي يمد السلطة الفلسطينية بالكثير من المال وإن هناك اقتراحات لإعطاء هذه الأموال لدول أخرى كسوريا ومالي مثلاً، أو أي مكان آخر في العالم، وقد تثار هذه المسألة مجدداً في حال فشل محادثات السلام، والسؤال هنا هو لماذا هذه المساعدات المادية إذا عجز الفلسطينيون في تأسيس دولتهم؟».
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله خلال لقائه في مقر رئاسة الوزراء في رام الله، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الأراضي الفلسطينية روبرت سيري، إن «الحكومة تضع قطاع غزة على سلم أولوياتها، وتجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية، وخاصة دولة قطر لحل مشكلة الكهرباء في القطاع». وناقش الطرفان الوسائل المطروحة لحل المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة.
ولفت الحمدالله إلى أن «القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول مواد البناء والوقود لغزة، يساهم في تفاقم الأزمة في القطاع». من جانبه لفت سيري إلى التزام الأمم المتحدة تقديم المساعدة اللازمة لإنهاء الأزمة التي يعاني منها قطاع غزة، مضيفاً أن مشكلة المشاريع التي تشرف عليها الأمم المتحدة والتي توقفت عن البناء بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول مواد البناء ستحل جزئياً هذا الأسبوع.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)