بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإسرائيل، التي تهدف الى دفع المفاوضات على المسار الفلسطيني، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس عن اقتراح أميركي للترتيبات الأمنية في الضفة الغربية، تتعلق بمرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية، في محاولة لتذليل العقبة الأساسية التي يتذرع بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لعدم التقدم في القضايا الأخرى، وعلى رأسها حدود الدولة الفلسطينية.
صيغة الترتيبات الأمنية سيعرضها الجنرال الأميركي المتقاعد، جون الان، للمرة الأولى، خلال اللقاء بين نتنياهو وكيري اليوم في القدس المحتلة، حيث سيشارك فيه أيضاً وزير الدفاع موشيه يعالون ومسؤولة المفاوضات تسيبي ليفني. وتكمن أهمية الترتيبات الأمنية في العملية التفاوضية في كونها عقبة وشرطاً لنتنياهو للمضي في تسوية نهائية مع السلطة الفلسطينية، خاصة أنه يطالب في سياقها بوجود عسكري إسرائيلي لفترة طويلة في منطقة غور الأردن، في مرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية المفترضة. ونتيجة ذلك، سعى الأميركيون للعمل على بلورة صيغة ترتيبات أمنية، من خلال فريق ضباط وخبراء أمنيين أميركيين، في محاولة لتلبية الحاجات والمطالب الاسرائيلية الأمنية في ظل وجود الدولة الفلسطينية.
الان، الذي كان يتولى الى ما قبل ستة أشهر قيادة القوات الاميركية في أفغانستان، ثم عُيّن في شهر أيار مستشاراً خاصاً لوزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل ووزير الخارجية، انكب منذ ذلك الوقت مع فريقه الأمني على بلورة صيغة لترتيبات أمنية في ظل الدولة الفلسطينية، ترتكز على التشاور مع الطرفين في محاولة لإيجاد توازن بين المطالب الأمنية الاسرائيلية مع المطلب الفلسطيني بحد أقصى من السيادة في أراضي الدولة الفلسطينية، بحسب «هآرتس».
تحت هذا العنوان، زار الان في الاشهر الاخيرة المنطقة عدة مرات، أجرى خلالها معظم لقاءاته مع الطرف الاسرائيلي، لكنه التقى أيضاً مسؤولين في السلطة الفلسطينية في رام الله. وكان الان يلتقي من الجانب الاسرائيلي، مع يعالون ورئيس القسم السياسي الامني في وزارة الدفاع عاموس غلعاد، ورئيس شعبة التخطيط في هيئة الاركان اللواء نمرود شيفر، ورئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي العميد اساف كوريون.
وخلال المحادثات عرضت إسرائيل مطالبها الأمنية في إطار تسوية دائمة مع السلطة الفلسطينية، شددت خلالها على الحاجة الى إبقاء قوات عسكرية على طول نهر الأردن لفترة زمنية طويلة، والى وجود إسرائيلي على معابر الحدود على نهر الاردن، واستمرار السيطرة الاسرائيلية على المجال الجوي في الضفة الغربية، إضافة الى المطالبة بوجود محطات إنذار مبكر إسرائيلية في عدة نقاط استراتيجية في الضفة ومطالب أمنية كثيرة أخرى.
لكن «هآرتس» نقلت عن مصدر مطلع على التفاصيل أن خطة الان ستتضمن استجابة تفصيلية للحاجات الامنية التي قدمتها إسرائيل، وفي مقابل كل طلب إسرائيلي سيعرض الان أفكاراً أميركية لحلول تدمج بين ترتيبات أمنية مادية في مناطق الضفة في اليوم التالي لإقامة دولة فلسطينية، مع ضمانات أميركية واقتراحات بمساعدات أمنية مستقبلية للجيش الاسرائيلي.
وبحسب المصدر نفسه، لا يقوم الاقتراح على مبدأ «إما كل شيء أو لا شيء» بل ستكون الصيغة أساساً للبحث، وسيرغب في سماع ردود فعل إسرائيل»، مشيراً الى أن الترتيبات الأمنية هي المفتاح الذي يمكن أن تفتح به لدى نتنياهو الكثير من الأبواب المغلقة لمواضيع أخرى كحدود الدولة الفلسطينية».
الى ذلك، حذر مسؤولون رفيعو المستوى في الاتحاد الأوروبي من أن فشل المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، من شأنه أن تكون له آثار على استمرار المساعدة المالية التي تمنحها دول الاتحاد للسلطة، التي تقدر بنحو 300 مليون يورو في السنة.