دعا حزب «النور» السلفي، أمس، إلى التصويت على مشروع الدستور المصري الذي اعدته لجنة شارك فيها بـ«نعم»، فيما دعت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي إلى مقاطعة الاستفتاء على المشروع.
وقال رئيس حزب النور يونس مخيون، في مؤتمر صحافي، إن الحزب سيشارك في هذا الاستفتاء بنعم، «حرصاً منا على الوصول إلى حالة الاستقرار وتحقيق المصلحة العليا للبلاد وحتى نجنب البلاد مزيداً من الفوضى أو الوقوع في ما لا تحمد عقباه».
واعتبر مخيون أن «الدستور خطوة أولى على طريق الاستقرار... حتى ينعم الشعب المصري بثمرات جهاده ومقاومته للطغيان بدلاً من أن يجني المر والعلقم والفوضى والخراب».
ورغم أن من بين البنود التي تضمنها مشروع الدستور حظر تأسيس الأحزاب على أساس ديني، وهو نفس الحظر الذي تضمنه الدستور الذي كان سارياً في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن حزب النور، الذي تأسس مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لـ«الإخوان» بعد إطاحة مبارك، والذي شارك في صياغة الدستور، يرى أنه غير معني بهذا الحظر، حيث قال مساعد رئيس حزب النور طلعت مرزوق إن النور «ليس حزباً دينياً ولا يقع في إطار النص الدستوري بحظر اﻷحزاب التي أنشئت على أساس ديني».
من جهة أخرى، قالت صحيفة الحرية والعدالة التابعة لـ«الإخوان» أمس، «نزولك ومشاركتك ولو بالرفض معناه أنك مشارك في الانقلاب على إرادة الشعب المصري». وكشف القيادي في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، ورئيس حزب «الفضيلة» السلفي، محمود فتحي، إن التحالف سيدعو الشعب المصري إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد، والمشاركة في «موجة ثورية جديدة» في يوم الاستفتاء، معتبراً أن حزبه «لن يشارك العصابة الانقلابية في استفتائهم». وأوضح، في تصريح على صفحته الرسمية على موقع «فايسبوك»، إن «التحالف سيدعو إلى موجة ثورية جديدة يظهر من خلالها حجم الزخم الثوري وضعف الإقبال الشعبي على الاستفتاء، وتساهم في تشتيت جهود قوات الانقلاب بين التصدي للثوار وبين الذهاب للتصويت في اللجان النائية لرفع نسبة التصويت».
في السياق، دعت الأحزاب والجماعات الليبرالية واليسارية التي دعمت الاحتجاجات ضد الرئيس المعزول محمد مرسي المصريين إلى الموافقة على التعديلات التي عززت وضع الجيش. وقالت صحيفة الوفد الناطقة بلسان حزب الوفد الليبرالي في عنوان على صدر صفحتها الأولى اليوم «نعم للدستور.. بوابة عبور مصر من النفق».
وأطلقت حركة تمرد، قائدة الاحتجاجات التي أسقطت مرسي، حملة لحث الناخبين على المشاركة في الاستفتاء.
كما دعم المسيحيون الدستور الجديد، ودعا بابا الكنيسة المصرية، تواضروس الثاني، إلى المشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد، معتبراً أن «المشاركة ضرورة واجبة دون أعذار».
ووصف البابا تواضروس، خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي للكنيسة الأرثوذكسية) مسودة الدستور الجديد بأنها «متوازنة، وخطوة هامة لمصر على طريق الديمقراطية الصحيحة».
ميدانياً، استمرت التظاهرات في الشوارع المصرية رغم قانون التظاهر، ونظمت حركة «7 الصبح» المؤيدة لمرسي مسيرة في الإسكندرية للمطالبة بالإفراج عن الفتيات الصادر في حقهن قرار بالسجن 11 عاما، وكذلك الإفراج عن «كافة المعتقلين». ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، إلى تظاهرة «مليونية»، اليوم الجمعة، تحت شعار «لبيك أم الشهيد»، فيما طالبهم بالاستعداد لـ«أمر جلل» لم يحدده.
وقال التحالف، في بيان إن «تظاهرة الغد تأتي ضمن أسبوع احتجاجي جديد يحمل شعار (الثورة صاحبة القرار)». مشيراً إلى أن الأسبوع يتضمن أيضا فعاليات احتجاجية غداً «لإقرار الحرية لحرائر الاسكندرية الصامدات».
ورغم أن بيان التحالف لم يحدد أماكن بعينها للتظاهر، إلا أن مصدراً أمنيا قال إن وزارة الداخلية وضعت «خطة أمنية شاملة» لتأمين تظاهرات التحالف، تتضمن تكثيف التواجد الأمني في محيط ميدان التحرير.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)