لا يستغرب رئيس هيئة التنسيق المعارضة في المهجر هيثم منّاع اللهاث الأميركي لفرض هيمنة الائتلاف على وفد المعارضة السورية: «هناك من يسعى بقوّة لحصول ذلك، الخليجيون بالدرجة الأولى، وقد حاولت دول مجلس التعاون تسويق الائتلاف بالقول إنها لا تعترف إلا به، كما حاولت ذلك عبر الجامعة العربية»، يقول منّاع، ويضيف: «أخيراً عاد الملف إلى المناقشة من جديد، وأعلن الروس أنهم مع وفد يضم الأطراف الثلاثة الأوسع تمثيلاً للشعب السوري: الائتلاف الوطني، هيئة التنسيق، والهيئة الكردية العليا. سعى الأميركيون لاجتذاب الهيئة الكردية العليا، ولكن كان هناك فيتو تركي على الحزب الأكبر فيها وهو الاتحاد الديمقراطي. أما باقي الأحزاب الكردية فمنها من انضم إلى الائتلاف ومنها من ظلّ متأرجحاً، وبقيت هيئة التنسيق هي الرقم الصعب بالنسبة إلى الأميركيين». يؤكد منّاع أن روبرت فورد طرح عليه انضمام الهيئة إلى الائتلاف، فكان جوابه: «لا تستطيع إدخال الفيل في سيارة فولكسفاغن صغيرة عتيقة». ويلفت مناع إلى أن الدبلوماسي الأميركي التقى بعض أعضاء الهيئة فُرادى، محاولاً إقناعهم بالفكرة، فكرروا الرفض. ويضيف: «التقيت بفورد في 6 آب (الماضي)، قلت له بالحرف الواحد: عندما ستكتب مذكراتك ستكتب أنك فشلت في العراق وفشلت في سوريا، فرفع يديه قائلاً: لن أكتب مذكراتي، فقلت له: إذاً سيكتب المؤرخون ذلك». يشرح المعارض المخضرم أنه اقترح الدعوة إلى اجتماع تشاوري يضم ما بين 30 و40 معارضاً من أصحاب الخبرة والتجربة من مختلف المكونات، يتباحثون للخروج ببرنامج مشترك، ومن خلاله يتم تشكيل وفد المعارضة، ويُختار رئيسه بتصويت من أعضائه. صاغ منّاع ورقة من عشر نقاط، وأرسلها إلى فورد، وإلى الروس، ومختلف الجهات المعارضة، وحين طرح فورد الأمر على الائتلاف ورعاته الخليجيين أجابوه: «لن نتخلى عن مظلة الائتلاف». يُجدّد منسّق الهيئة في المهجر تأكيده «وجوب عقد اجتماع عاجل لأطراف المعارضة السورية، ليجري تداول المشكلات الأساسية للمعارضة السورية، ونقاط الاتفاق والاختلاف للوصول إلى برنامج مشترك، وبعدها يتم الاتفاق على أسماء الذاهبين إلى جنيف». ويؤكد وجود ضمانات لدى الهيئة لـ«عقد هذا الاجتماع في أكثر من بلد، وبشكل يليق بمناسبة من هذا النوع تقرر مصير البلاد. ويؤيدنا في هذه الرؤية عدد من المعارضين البارزين، منهم معاذ الخطيب، ووليد البني، وآخرون». يؤكد منّاع أن الروس ــ حتى الآن ــ يعتبرون هيئة التنسيق «طرفاً أساسياً في المعارضة، غيابها عن جنيف كارثة حقيقية، ولكنهم للأسف يبنون استراتيجيتهم على أساس انتظار فشل الأميركي ليلجأ إليهم ويُقدموا إليه الحل».