سيطر الجيش السوري بنحو كامل على مدينة النبك في القلمون في ريف دمشق، بعد اشتباكات استمرت لأكثر من 15 يوماً، في الوقت الذي أصبح فيه طريق حمص ــ دمشق الدولية آمناً. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إنّ قوات الجيش «بسطت سيطرتها على كامل مدينة النبك (...) وما زالت تلاحق فلول التنظيمات الإرهابية في المزارع المحيطة». من جهتها، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكري أن «قرابة مئتي إرهابي بقوا متحصنين في منطقة واحدة غرب النبك وقتل أغلبهم بعد ثلاثة أيام من المواجهة مع الجيش السوري، في حين استسلم الآخرون. وبعد دخول الجيش إلى تلك المنطقة تبيّن أن الإرهابيين كانوا يحمون أحد أكبر مخازن السلاح والذخيرة في القلمون ومشفى ميدانياً، وكامل محتويات المخزن باتت بيد الجيش».
كذلك واصل الجيش هجومه على يبرود، كبرى قرى القلمون، الذي بدأه منذ يومين.
في موازاة ذلك، وبعد مرور أكثر من 20 يوماً على معارك الغوطة الشرقية في ريف دمشق، أحرز الجيش تقدّماً ميدانياً أمس، حيث استعاد سيطرته على بلدات قيسا والعبادة وتل غريف التي خسر السيطرة عليها في بداية المعارك الاخيرة. واستمر في مهاجمة المسلحين في كلّ من دير السلمان والمليحة.
على صعيد آخر، أفاد مصدر عسكري في قيادة الشرطة لوكالة «سانا»، أنّ قذيفة هاون سقطت وسط سوق الصالحية، ما أدى إلى إصابة 7 مواطنين، بينهم امرأة. كذلك سقطت قذيفتا هاون في حيّ المالكي، وأخرى على حيّ المزة 86 من دون وقوع إصابات.
وفي حلب (شمال سوريا)، أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» بدء «عملية الفاتح» بقيادة «الأمير» عمر الشيشاني، القائد العسكري الحالي لـ«الدولة» في المنطقة الشمالية و«أمير جيش المهاجرين والأنصار» سابقاً. في المقابل، ارتفعت حدة الاشتباكات بين الجماعات المسلحة في حلب، إذ قتلت حركة «أحرار الشام الإسلامية» ستة عناصر من «الدولة الاسلامية» في ريف حلب، ونشرت مواقع تابعة للمعارضة صور القتلى. وأفادت قناة «الميادين» أمس أنّ «جبهة النصرة» أعدمت 6 من قياديي «لواء عندان» (ريف حلب) بتهمة التعامل مع النظام السوري. كذلك شهدت مدينة مسكنة في ريف حلب استنفاراً أمنياً بعد اشتباكات جرت بين «الدولة الاسلامية» و«الجبهة الاسلامية».
من جهة ثانية، لم تتوقف الاشتباكات في محيط مستشفى الكندي لليوم الخامس على التوالي. ويتبع المستشفى لجامعة حلب، وهو من أكبر المستشفيات التعليمية في سوريا، وتعرضت تجهيزاته ومخزونه الدوائي للنهب من قبل المسلحين، وبينهم أطباء كانوا يعملون في المستشفى، خلال سيطرتهم عليه لفترة قصيرة العام الماضي.
وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّ وحدات من الجيش قضت على «مجموعات إرهابية في حيّ بني زيد شمال مدينة حلب، وفي محيط قرية حندرات، وفي قرى عندان والليرمون وكفر حمرا ومعارة الارتيق في الريف الغربي، وفي النقارين في الريف الشمالي».
إلى ذلك، دمّر سلاح الجوّ السوري شحنة سلاح وذخائر كانت قادمة من الأتارب على الحدود مع لواء إسكندرون الخاضع لتركيا باتجاه حلب.
وفي ريف حلب الشرقي، نفذت وحدات الجيش سلسلة من العمليات، وفق مصدر عسكري لـ«الأخبار»، استهدفت تجمعات للمسلحين ومنصات إطلاق صواريخ في قرى عربيد، وكويرس، والجديدة.
كذلك استهدفت نيران الجيش غرفة عمليات للمسلحين في حيّ الأنصاري الشرقي ومقراً لهم في حيّ الزبدية، قتل فيهما عدد من المسلحين من جنسيات مختلفة، وفق مصدر عسكري.
من جهته، قال مصدر معارض لـ«الأخبار» في ناحية الشيوخ التابعة لمنطقة عين العرب (140 كلم ــ شمالي شرقي حلب) «إنّ مسلحين إسلاميين اعتقلوا عدداً من المواطنين الأكراد ونهبوا ممتلكاتهم».