غداة إعلانه موعد الاستفتاء على الدستور، الذي يُمثل الخطوة الأولى على خارطة الطريق، التي وضعت إثر عزل الرئيس السابق محمد مرسي، استقبل الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور وفداً من الكونغرس الأميركي في قصر الاتحادية، أمس، بحضور القائم بأعمال السفير الأميركي في القاهرة، ديفيد ساترفيلد، لمناقشة «خارطة الطريق»، والاستعدادات الخاصة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاء على الدستور، كما التقى وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الوفد الأميركي الذي ترأسه النائب ستيفن كينغ.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، إن «الوفد وصل إلى القاهرة، مساء السبت، في زيارة تستغرق يومين»، موضحاً «أن رئيس الوفد الأميركي سيناقش مع المسؤولين المصريين العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين مصر والولايات المتحدة».
وفي ما يتعلق باستحقاق الاستفتاء على الدستور، توقع رئيس لجنة الخمسين التي تولت صياغته، عمرو موسى أنه سيُقر «بنسبة تفوق 70 بالمئة»، مشيراً إلى أن الدستور «نص على التزام حقوق الإنسان، والتزام مصر كافة مواثيق الحقوق الدولية، وحقوق المرأة ومساواتها، والطفل ورعايته، وذوي الاحتياجات الخاصة».
وقال موسى، خلال مؤتمر صحافي أمس في القاهرة، إن «باب الحريات فيه طرح ثري غير مسبوق في ما يخص حرية المواطن وحقوقه دون تمييز لأي سبب، فالمواطنة هي الأساس الذي استند إليه الدستور بكل قوة».
وبشأن حظر الأحزاب على أساس ديني، قال موسى «لا يجوز قيام أي أحزاب على أساس ديني، كما نص الدستور، والمسؤول عن تنفيذ هذه المادة هو لجنة شؤون الأحزاب والانتخابات والقانون»، لافتاً إلى أن «القضاء سيكون له دور في هذا خلال الفترة المقبلة، وأنا مطمئن إليه بأن يمنع الأحزاب القائمة على أسس للتفرقة العنصرية».
وكان الرئيس منصور قد أعلن أول من أمس موعد الاستفتاء على الدستور الجديد يومي 14 و15 كانون الثاني المقبل.
وقال: «آن لنا أن نواجه دعاة الدمار والتخريب بالبناء والعمل الجاد، وأن نتصدى لمن يعتمدون الإرهاب وسيلة، بالمزيد من الإصرار على الحياة»، داعياً المعارضين لخارطة الطريق إلى «التحلي بالشجاعة والتخلي عن العناد والمكابرة (...)، إذ لا عودة إلى الوراء، ومصر ماضية فى استحقاقاتها».
وفي السياق، استمر طلاب «الإخوان» في التظاهر في عدة جامعات مصرية، وتصدرت الدعوة إلى مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية مطالبهم أمس.
وقطع المئات من طلاب الإخوان في جامعة الأزهر الطريق في شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، ووقعت مشادات كلامية بين سائقي السيارات والطلاب الذين ألقوا الحجارة على المارة المحتجين على قطعهم الطريق.
وعلى الأثر، حذّرت وزارة الداخلية من «أي ممارسات تخرج عن السلمية وتهدد حياة المواطنين، أو تعوق حركة المارة أو المواصلات العامة أو تتعدّى على الممتلكات العامة والخاصة»، مؤكدة أنه «ستجري مواجهتها وفقاً للقانون».
إلى ذلك، تحيي عدد من القوى الشبابية والسياسية المصرية، اليوم، الذكرى الثانية لأحداث «مجلس الوزراء»، التي سقط فيها ضحايا إثر اشتباكات بين قوات الأمن ومعتصمين في محيط ميدان التحرير وسط القاهرة، قبيل إطاحة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأدت إلى مقتل 17 شخصاً، وإصابة قرابة 2000 آخرين، في الوقت الذي رفضت فيه قوى أخرى حضور تلك الفعاليات، اعتراضاً على مشاركة حركات مؤيدة للرئيس المعزول مرسي.
(الأناضول، أ ف ب)