شرعت الحكومة الفلسطينية في غزة، أمس، بتعويض المواطنين المتضررين جراء العاصفة «الكسا» التي ضربت قطاع غزة مؤخراً. وقد تسببت العاصفة في شلل للحياة العامة وأضرار كبيرة في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، حيث تسببت المياه في غمر حوالي ألف منزل وكذلك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق المنخفضة في القطاع، وتسببت في وفاة شخصين وإصابة أكثر من مائة آخرين. وصرفت الوزارة مبلغ قيمته ألف دولار لكل عائلة متضررة تم حصرها ضمن المتضررين من العاصفة، وذلك كدفعة أولية طارئة لحين تقدير حجم المساعدة النهائية لها، حيث تسلمت حوالي 600 عائلة هذه المساعدات أمس.
وأكد وزير الأشغال والإسكان الدكتور يوسف الغريز أن حكومته أجرت عدداً من الاتصالات الخارجية من أجل توفير التمويل اللازم للكثير من المشاريع العاجلة وتوفير الاحتياجات اللازمة لمواجهة الطوارئ والكوارث القادمة. مشيراً إلى أن الحكومة تلقت اتصالات خارجية عديدة من أجل مساعدة المواطنين المتضررين من هذا المنخفض وجار التواصل معها. كما أكد أن الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ سبع سنوات أعاق تنفيذ الكثير من مشاريع البنية التحتية والاستعداد لمواجهة المنخفضات الجوية الشديدة المحتملة، مشدداً في الوقت نفسه على أن فرق لجنة الطوارئ الحكومية وجهاز الدفاع المدني وبلدية غزة تواصل عملها من أجل الانتهاء من شفط المياه من منطقة النفق وإعادة المواطنين إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن. وأشار إلى أنه تم إغلاق كافة مراكز الإيواء سوى مركز إيواء واحد وانتظمت الدراسة في جميع المدارس وعاد المواطنون إلى منازلهم.
في السياق نفسه ألحقت العاصفة «ألكسا» خسائر فادحة بقطاع صناعة الأدوية، حيث قدر المدير العام لشركة الشرق الأوسط لصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل في قطاع غزة، مروان الأسطل، الخسائر التي لحقت بشركته بما لا يقل عن مليون دولار.
وحسب الأسطل، فقد أتلفت مياه الأمطار التي تسببت بفيضان في وادي «بيت حانون» المجاور لشركته في شمال القطاع ودخولها إليه، نحو 90% من المواد الخام والمستلزمات الطبية المستخدمة في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل.
وأوضح أن 50 موظفاً يعملون لديه بين صيادلة وعمال سيتوقفون عن العمل، «إلى أن يتم افتتاح الشركة من جديد، ما قد يستغرق نحو ثمانية أشهر؛ حتى نأخذ موافقة وزارة الصحة في رام الله وإسرائيل التي قد ترفض أو تمنع دخول المستلزمات».
ووصل منسوب المياه الذي أغرق الشركة إلى نحو 2.5 متر، واستمرت الجهات المختصة بسحبها ثلاثة أيام.
إلى ذلك أعلنت وزارة السياحة والآثار في حكومة غزة المقالة أن العاصفة التي ضربت المنطقة مؤخراً، ألحقت خسائر بالمواقع الأثرية في المدينة، كما كشف الوكيل المساعد بالوزارة، محمد خلة قائلاً إن: «قيمة الخسائر التي لحقت بالمواقع الأثرية وصلت إلى 115 ألف دولار إلى جانب تضرر أجزاء عديدة من الممتلكات الأثرية بشكل كامل».
وأضاف: «إن المواقع الأثرية غير مؤهلة لمقاومة العوامل الجوية المنخفضة؛ نظراً لعدم توفر الإمكانات والمعدات اللازمة لذلك».
(الأخبار، الأناضول)