بوضوح تام لا لبس فيه، أعلن أمير «جبهة النصرة» في سوريا أبو محمد الجولاني أمس، أن الجبهة دخلت لبنان، واضعاً ذلك في إطار مواجهة حزب الله. وأتى كلام الجولاني بعد يومين على صدور إعلان غير مسبوق لناحية استخدام «جبهة النصرة في لبنان»، يتبنى إطلاق صواريخ على الهرمل. الجولاني تحدّث في مقابلة تلفزيونية على قناة «الجزيرة» القطرية. وطغى على الحديث بشكل اساسي الخطاب المذهبي، إذ فصل الجولاني بين اهل السنة و«الصفويين» ومن يمثّلهم في المجتمع الدولي. واعلن رفضه الامتثال لمقررات مؤتمر «جنيف 2».
أكد الجولاني أمس ان «قيادة سوريا سواء كانت معنا او لم تكن، المهم ان تقام حكومة اسلامية»، معتبراً ان هذا هو «المزاج العام في الشام اليوم». ورداً على مسألة التكفير، قال الجولاني ان «هذا ليس من اختصاصنا، هذا يتطلب مرجعية علمية»، مشيراً الى تدخّل اهل «العلم والصلاح والارشاد» في «الجبهة» في قرار كهذا. ولفت الى ان «التكفير له ضوابط شرعية ونحن ننكر على كل من يغلو في تكفير الافراد والمجتمعات».
وعن الوضع الميداني، نفى الجولاني تقدّم النظام، فقال: «النظام لم يتقدّم، بل حاول ذلك في حلب، واعتمد اسلوب حرب العصابات والتسلّل». واضاف الجولاني «مضى 60 في المئة (السيطرة ميدانياً) ولم يبق الا القليل».
وعن موقف «النصرة» من مؤتمر «جنيف 2»، اعتبر الجولاني أن هذا المؤتمر «محاولة لإحياء النظام، لكن هذه المحاولة اصبحت مستحيلة والاطفال الذين يعيشون في سوريا لا يقبلون بأن يحكمهم النظام نفسه». واضاف «لن نعترف بجنيف والناس هناك لا يمثلون المجتمع، هؤلاء هم حبيسون للفضائيات، اما على ارض الواقع فليس لهؤلاء اي اثر ولا وجود ولن نقبل ان تمر ألعوبة جنيف 2».
واعتبر الجولاني ان الصراع في سوريا هو صراع طائفي منذ زمن بعيد، مشيراً الى ان «أتباع المذهب الشيعي يحمون النظام». وقال إن إعلان حزب الله التدخل في سوريا هو حماقة سياسية، و«دفعَنا ذلك للتدخل في لبنان لحماية اهل السنة»، واضاف: «اليوم اهل السنة في لبنان في مساجدهم يطلبون المساعدة للحفاظ عليهم من حزب الله».
ووصف الجولاني التقارب الاميركي ـــ الايراني بـ«الخدعة». ورداً على سؤال حول دعم اهل السنة والانظمة العربية لهم، قال الجولاني «ان اهل السنة في خارج سوريا يدعموننا، الصراع بين حق وباطل». وقال الجولاني بأن «بعض الانظمة كانت شريكة في خدمة النظام الدولي، لكن في الاونة الاخيرة بدأت المصالح تلتقي، هي مهدّدة بالزوال والخطر بعدما استبدلتهم اميركا بالحليف الايراني».
وختاماً، عن العلاقة بين «النصرة» و«الدولة الاسلامية في العراق والشام»، علّق بأن «خلافاً يقع بين اهل البيت الواحد، جرى خلاف قديم، وهو بسيط، لكن جرى تضخيمه في الاعلام».