واصل جيش جنوب السودان أمس تحركاته العسكرية أمس تمهيداً لشن هجوم على القوات المتمردة الموالية للنائب السابق للرئيس رياك مشار، بينما ينزلق هذا البلد تدريجياً الى حرب أهلية على الرغم من جهود دبلوماسية دولية مكثفة.وفي الوقت نفسه، قررت مصر إيفاد نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، السفير حمدي سند لوزا، بمهمة عاجلة إلى جوبا للمساعدة في نزع فتيل الأزمة الحالية، ودعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية القائمة، حسبما ذكرت «أنباء موسكو». وأشار وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، إلى أن «مصر قررت إيفاد مبعوث خاص إلى جوبا للمساعدة في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في جنوب السودان».من جهته، أعلن رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أمس، أن الجيش جاهز للتوجه الى مدينة بور الاستراتيجية لاستعادتها من المتمردين بقيادة نائبه السابق.
وقال سلفاكير، أمام أعضاء البرلمان، «إن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الموالية جاهزة الآن للتقدم نحو بور» الواقعة على بعد نحو مئتي كيلومتر الى شمال العاصمة جوبا.
وكان المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أغير، أعلن أمس إن قوات جنوب السودان تستعد لهجوم على المتمردين في بور، قائلاً إن «قوات مشار ما زالت تسيطر على المدينة لكننا نستعد لاستعادتها».وتأتي هذه التطورات غداة تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما، من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات جديدة «اذا اقتضى الأمر» بعد تعزيز القوة الأميركية في جنوب السودان، فيما قررت الأمم المتحدة القيام باعادة انتشار لجنودها الموجودين في البلاد في مهمة لحفظ السلام.وقال أوباما «بامكاني ان اتخذ اجراءات جديدة لتوفير أمن المواطنين والموظفين والمصالح الأميركية من بينها سفارتنا في جنوب السودان».وجاء تحذير أوباما بعد إصابة أربعة جنود أميركيين بجراح السبت الماضي، باطلاق نار لم يعرف مصدره. وكان هؤلاء الجنود ضمن مجموعة من «نحو 46» عسكرياً وصلوا على متن طائرات من طراز سي في-22 أوسبري للمشاركة في إجلاء أميركيين من جنوب السودان، حسبما اوضح الرئيس الأميركي.وهذه القوة تُضاف الى 45 جندياً أميركياً آخر سبق وارسلوا الى هذا البلد هذا الاسبوع.وقد وصل المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، الى جوبا أمس. وكان وزير جنوب السودان للشؤون الخارجية، بارنابا بنجامين في استقبال الموفد الخاص في مطار جوبا. مع التذكير بأن الولايات المتحدة مهندسة استقلال جنوب السودان في 2011 في الخط الأول لجهة الجهود الدبلوماسية للتوصل الى وقف المعارك بين قوات الرئيس سلفاكير ومشار.بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، هاتفياً للرئيس سلفاكير، ان اعمال العنف تنسف ما تم تصوره لدى الاستقلال في التاسع من تموز 2011.
(الأخبار، أ ف ب)