عندما أرادت الأسرة الحاكمة في قطر أن توظّف أموالها في أعمال الخير، لجأت إلى عبد الرحمن النعيمي الذي له خبرة واسعة وسنوات من العمل مع المجموعات الدولية لحقوق الإنسان. بهذه العبارة مهّدت صحيفة «ذي واشنطن بوست» الأميركية لتقريرها الذي كشف عن تمويل الجمعيات الخيرية الإسلامية لتنظيم «القاعدة». والنعيمي، وفقاً لمسؤولين أميركيين، يعمل مموّلاً لتنظيم القاعدة بشكل سري، إذ كان يقوم بتحويل ملايين الدولارات إلى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والعراق، علماً بأنه قاد حملات في أوروبا من أجل مزيد من الحريات للمسلمين.
وأضافت الصحيفة أنّ النعيمي كان أحد رجلين حددهما مسؤولو وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، باعتبارهما المموّلين الرئيسيين لتنظيم القاعدة وفروعه الإقليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أنّ النعيمي وزميله اليمني عبدالوهاب الحميقاني خدما كمستشارين للمؤسسات المدعومة من الحكومة في قطر، وتولّيا مناصب رفيعة المستوى في المجموعات الدولية لحقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول أميركي، أنّ هذه الأدوار المزدوجة تعكس تحدياً متزايداً لمسؤولي مكافحة الإرهاب في محاولة لرصد السيول النقدية المتدفقة إلى الجماعات المتطرفة في
سوريا.
وعلى الرغم من محاولات دول الخليج اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشبكات المالية الجهادية، أكد مسؤولون أميركيون زيادة الدعم، خاصة للإسلاميين في سوريا.
من جهته، قال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، إنّ «من الضروري اتخاذ خطوات استباقية لتعطيل تمويل الإرهاب، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنظيم القاعدة وفروعه». وأضاف أنّ «إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما ستواصل العمل مع العواصم الخليجية لضمان أن التبرعات الخيرية لا تستخدم لدعم العنف».
والنعيمي هو أستاذ في جامعة قطر، والرئيس السابق لجمعية «قطر لكرة القدم»، وكان عضواً مؤسّساً في الجمعية الخيرية البارزة «مؤسسة الشيخ عيد بن محمد
آل ثاني».
واكتسب شهرة كناشط دولي، بوصفه رئيس «منظمة الكرامة»، وهي منظمة لحقوق الإنسان مقرها جنيف تعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة ومجموعات دولية كبرى تعمل في الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين.
والحميقاني، حسب الصحيفة، هو عضو مؤسّس لـ«منظمة الكرامة»، ومستشار للعمل الخيري، وفقاً لسيرته الذاتية، وهو عضو مؤسّس لحزب «اتحاد الرشاد» في اليمن.
(الأخبار)