شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، على أن أمس كان آخر صلاة جمعة في ساحة الاعتصام بالرمادي، عاصمة محافظة الأنبار الغربية التي وصفها بساحة الفتنة. وقال إن من يريد أداء الصلاة الموحدة «الشيعية السنية»، فمكانها الجوامع وليس قطع الطرق. ودعا «عشائر الأنبار الكريمة التي نصبت خياماً في ساحة الفتنة، مكرهين، أن ينسحبوا منها حتى لا تتعرض للحرق إكراماً لهذه العشائر». وكان المالكي قد اعتبر الأربعاء الماضي أن ساحات الاعتصام في الرمادي قد أصبحت منطلقاً لإعداد وتهيئة المفخخات والانطلاق بها نحو مناطق أخرى لتفجيرها، مضيفاً أنها تحولت إلى مقرات لقيادة القاعدة تحت ستار المطالب، «ولو حققنا هذه المطالب، فلن يتغير شيء في توجهاتها الإجرامية، حيث انكشفت خدعة المطالب والمظلومية». وأشار إلى أن قادة الأنبار أكدوا «وجود 36 من قيادات القاعدة في ساحات الاعتصام من العناصر العراقية والأجنبية، الذين يصدرون شرورهم ضد العراقيين منها حتى أصبح مطلب الناس الملح هو إنهاء هذه الساحات وإلغاء وجودها الشرير».
في هذا الوقت، ذكر مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي، أن «رئيس الحكومة العراقية الحالية نوري المالكي مستمر في نهجه الطائفي ويعمل على تهديد المعتصمين باقتراب الانتخابات لكسب ود مؤيديه»، مبيناً أن «العشائر ستقف بوجه من يعتدي عليهم».
وفي حين طالب الرافعي المالكي «بالرجوع إلى عقله وصوابه، دعا الحكومة المحلية في محافظة الأنبار إلى «منع أي استهداف للمعتصمين والوقوف معهم لتنفيذ مطالبهم». وقال الرفاعي إن «العشائر العراقية الأصيلة نقلت دواوينها العشائرية إلى ساحات الاعتصام منذ عام والمالكي وحكومته يعلمون بأن مطالب المعتصمين مشروعة ولا تحتاج إلا لجرة قلم واحدة لتنفيذها». كما اعتبر أن «موقف العشائر وعلماء الدين واضح في حال استهداف المعتصمين»، موضحاً أن «العشائر هي من ستقف بوجه من يعتدي عليهم».
ووصف العاملين في حكومة الأنبار بأنهم «موظفون عند المالكي»، وبيّن الرفاعي «أننا نطالب حكومة الأنبار بمنع أي استهداف للمعتصمين والوقوف معهم لتنفيذ مطالبهم التي يرفعونها منذ عام»، مشيراً الى أن «المالكي وميليشياته تستهدف الأبرياء وتسفك دماءهم وتعتقل وتهجر من تشاء في حزام بغداد وديالى».
من جهته، رأى زعيم الكتلة الوطنية في العراق، أياد علاوي، أن «إجراء الانتخابات النيابية الزائفة والمزيفة ليس حلا لإنقاذ العراق»، داعياً إلى «تأسيس جبهة شعبية وطنية عريضة وواسعة تلف العراق من أقصاه إلى أقصاه»، ومعتبراً أن «الإنتخابات المزيفة والزائفة والمرتبكة» لن تكون الحل أبداً».
وأوضح علاوي أن «الأوضاع في العراق وصلت الى مراحل ومستويات خطيرة جداً وتنذر بشرور أعمق للعراق ولعموم الشرق الأوسط الكبير»، مشيراً إلى أن «من أبرز الأسباب التي أدت لهذه الفوضى هي ما حصل في العراق، من حروب وحصار واحتلال عمل على حل الدولة العراقية وسقوطها وليس إزاحة السلطة الحاكمة فقط، حيث أدى ذلك الى تشظي المجتمع والانكفاء على العشيرة والمذهب والمنطقة مما أخل بوحدة العراق، كل ذلك أدى الى حصول فراغ سياسي وإداري وأمني كبير في العراق مما مكن بعض دول الجوار من الوصول والاستحواذ على قرارات الشعب السيادية التي لا تصب في مصلحة العراق وشعبه»، كما اعتبر أن «العراق يقف اليوم أيضاً على أبواب انتخابات مفصلية نعد لها، والشعب العراقي منقسم على نفسه جراء السياسات المنحرفة للحكومة العراقية.
(الأخبار)