في أحدث إشارة على وجود توجه إسرائيلي لتبديل أسلوب التعاطي مع الحركات الإسلامية في مصر، ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية صدّقت لسفيرها في القاهرة، يعقوب أميتال (الصورة)، على مبدأ فتح حوار مع كل من الإخوان المسلمين والسلفيين، مفوضةً إياه اتخاذ القرار المناسب بشأن إجراء الحوار أو لا، وذلك بعدما كان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، رافي باراك، قد رفض قبل أقل من عام طلب السفير السابق في القاهرة، إسحاق ليفانون، الشروع في حوار مع الإخوان المسلمين. وقال ليفانون لـ«معاريف» إنه تقدم بعيد سقوط حسني مبارك بتوصية إلى الوزارة طلب فيها التصديق على محاولة فتح حوار مع الإخوان المسلمين، وذلك بعدما «شخصت أنهم يتحولون إلى لاعب سياسي ذي أهمية في مصر». وأوضح السفير السابق أنه قدر في ذلك الوقت «أنهم ليسوا بعد على ما يكفي من القوة، وهناك احتمال ـــــ وإن لم يكن كبيراً ـــــ في أن يرغبوا بنحو غير مباشر في إجراء حوار معنا». وأعرب ليفانون عن تقديره أنه لا احتمال لأن يوافق الإخوان على حوار مع إسرائيل الآن «فتلك الشروط لم تعد قائمة، إذ إنهم اليوم يمتطون الحصان وقد تعززت قوتهم جداً بعد الانتخابات البرلمانية».
ومع ذلك، دعا ليفانون إلى مواصلة تشجيع حوار الدول الغربية مع الكتل الإسلامية في بلاد النيل، مشيراً إلى أن «الإخوان سيصبحون جزءاً من الفسيفساء السياسي الداخلي في مصر، وهم يدخلون اليوم إلى البرلمان من الباب العريض بعدما كانوا بحسب القانون في الماضي سجناء. لذلك، لا يجب الاعتراض، بل حتى ينبغي تشجيع الجهات غير الإسرائيلية التي ترغب في التحاور معهم، فهذه ستكون قناة اتصال وتبادل رسائل من أجلنا نحن أيضاً».
يذكر، أن صحيفة «إسرائيل اليوم» كشفت أول من أمس أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي رفع تقريراً إلى الحكومة في أعقاب مداولات أجراها لبحث الوضع في مصر والمنطقة أوصى فيه بضرورة التكيف مع واقع وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في عدد كبير من الدول العربية، وعلى رأسها مصر. ودعا التقرير الحكومة إلى المراهنة على أن اعتماد الولايات المتحدة ودول أوروبية أساسية المقاربة الصحيحة في مواجهة الحركة من شأنه أن يؤثر على سلوك الأنظمة التي تصل فيها إلى سدة القيادة.