أعرب أمس وزراء خارجية دول جوار ليبيا، في ختام اجتماعهم الثامن في تونس، عن دعم بلدانهم «للعملية السياسية» وجهود «استعادة الأمن والاستقرار» في ليبيا.
وتلا وزير الخارجية التونسي، خميس جهناوي، البيان الختامي للاجتماع الذي حضره وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وتشاد والنيجر وتونس، إضافة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، ورئيس «حكومة الوفاق»، فائز السراج، ومبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، جاكايا كيكويتي، وممثلة عن الاتحاد الأوروبي.
أكد كوبلر ضرورة أن تبدأ حكومة الوفاق عملها من طرابلس

وجاء في البيان أن دول الجوار الليبي أكدت «تضامنها مع الشعب الليبي الشقيق، ودعمها الكامل لجهوده للمضي قدماً في العملية السياسية واستعادة أمنه واستقراره». وأضاف الجهناوي أن هذه الدول «أكدت خلال الاجتماع أن محاربة الإرهاب هي مسؤولية حكومة الوفاق الوطني»، مشترطة أن أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا ينبغي أن يحظى بموافقة هذه الحكومة. ودعا البيان «المجموعة الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها في رفع المعاناة عن الشعب الليبي».
من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، في خلال المؤتمر الصحفي نفسه، إن «الفراغ السياسي والأمني في ليبيا يسبب تمدد تنظيم داعش»، مضيفاً أن «الواجب اليوم التفاعل مع رئيس حكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، والتعاون بين الليبيين ودول الجوار والمجتمع الدولي في دفع المسار السياسي الليبي لتجاوز الأزمة، وهو ما بدأ من خلال الحوار السياسي، الذي تمخّض عن اتفاق يجب استكماله». وأكد كوبلر ضرورة أن تبدأ حكومة الوفاق الوطني عملها من العاصمة الليبية طرابلس.
والشهر الماضي، تشكّلت «حكومة وحدة وطنية» ومجلس رئاسي في ليبيا، بموجب خطة وضعتها الأمم المتحدة، لم تحظَ بإجماع الأطراف الليبية المتصارعة. ولم تتمكن الحكومة والمجلس الرئاسي من الانتقال من تونس إلى طرابلس لممارسة مهماتهما، بسبب المعارضة الشرسة من أطراف في حكومتي طرابلس، وأيضاً الحكومة المنبثقة من برلمان طبرق. وتسعى حكومات غربية إلى أن تبدأ حكومة الوحدة عملها، وتقول إنها أفضل أمل لإنهاء الاضطراب في البلاد والتصدي لتهديد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وكان اجتماع مغلق ضم، يوم الاثنين، رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي، ناتاليا آبوستولوفا، قد خُصّص، وفق مصدر أوروبي رفيع، لمناقشة الترتيبات الأمنية الهادفة إلى ضمان انتقال حكومة السراج إلى طرابلس، وقد تعهّد الاتحاد الأوروبي للسراج بدعم انتقال حكومته إلى العاصمة الليبية ومباشرة عملها هناك. وأعقب لقاء السراج ومبعوثة الاتحاد الأوروبي دعوة من الأول إلى اجتماع دول جوار ليبيا، الذي قال فيه إن ليبيا لا تريد أن تكون دولة مصدّرة للإرهاب، مشيراً إلى أن ما حدث في بنقردان في تونس دليل على تفاقم الوضع في ليبيا.
وفي سياق متصل، أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية أمس تمديدها، لثلاثة أشهر إضافية، حالة الطوارئ التي أعلنتها بعد سلسلة الهجمات التي شهدتها العام الماضي، وحثّت، في الوقت نفسه، دول الجوار الليبي على تنسيق جهودها، لمساعدة هذا البلد على استعادة الأمن.

(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)