في ظل مراوحة مستمرة منذ أسابيع، سمتها توتر متصاعد في الشارع، وتهدئة شكلية على مستوى القيادة، سواء في السلطة أو في المعارضة، عبّرت عنها لقاءات متعددة بين الجانبين في المنامة وفي لندن، ومبادرات من الحكم تخلو من أي مضمون، يُتداول في الأروقة الخليجية بمبادرة أميركية جديدة لحل في البحرين تروّج لها قطر وتنتظر موافقة السعودية وطهران عليها. فقد أفادت مصادر خليجية واسعة الاطلاع بأن القطريين عرضوا على الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، علي سلمان، مبادرة تبدو من حيث المبدأ «أفضل الممكن»، لا يزال الأخير يتريّث في دراستها، بانتظار توافر المناخ المناسب في الداخل، وتوافق إقليمي عليها.
وتنص المبادرة، بحسب المصادر نفسها، على إجراء انتخابات برلمانية في البلاد، على أن تكون البحرين كلها دائرة انتخابية واحدة، بما يضمن للمعارضة، المدعومة من الغالبية الشيعية، السيطرة على البرلمان والحصول على أكثرية المناصب الحكومية الخدماتية، شرط أن يبقى منصب رئاسة الوزراء ومعه الوزارات السيادية في أيدي العائلة المالكة. انتخابات تجري، بحسب المبادرة، بعد إطلاق المعتقلين السياسيين ومحاكمة من يوصفون بأنهم المسؤولون عن حمام الدم الذي شهدته البحرين خلال الأشهر الماضية.
مصادر سعودية معنية بهذا الملف تستبعد موافقة الرياض على هذه المبادرة، على قاعدة أن وليّ العهد الحالي الأمير نايف «متشدد جداً في كل ما يتعلق بالبحرين التي يعتبرها جزءاً من الأمن السعودي»، فيما أعادت مصادر متابعة تريّث علي سلمان إلى خشيته من أن يسبقه الشارع على غرار ما حصل غير مرة خلال الفترة الماضية.
مصادر إقليمية واسعة الاطلاع ترى أن العرض الأميركي «ليس سوى محاولة للقول لإيران إنه إذا استجبت لمطلبنا بمفاوضات ثنائية لوضع رزمة من التوافقات بشأن الملفات العالقة بيننا في المنطقة، فإن الحل في البحرين سيكون على النحو الآتي».