أكّدت «القائمة العراقية» (التي يتزعمها إياد علاوي)، أمس، أنه إذا فشل المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني، والمتوقع أن يعقد خلال أيام بضمانة الجامعة العربية، في إيجاد طريق توافقي لحل الأزمة الحالية، فستؤلّف حكومة شراكة عبر تقديم التنازلات المطلوبة للكتل السياسية.
وقال النائب عن «العراقية»، أحمد المساري، إن العراق اليوم لا يمكن أن يدار من قبل جهة واحدة، وإن ما جرى مع «العراقية» هو إقصاء وتهميش. وأوضح أن القائمة تشعر الآن بالاستهداف، وكذلك ائتلاف الكتل الكردستانية وحتى أجزاء من «الائتلاف الوطني»، بدأت تفكر ملياً في أنه يمكن أن تهمش في مرحلة مستقبلية. وأشار الى أن «العراقية» إذا رأت في المؤتمر عدم وجود طريق حقيقي للتخلص من هذه الأزمات، فإنها ستُنشئ تحالفات مع الكتل السياسية وستقدم التنازلات المطلوبة لتأليف حكومة شراكة بعد سحب الثقة من الحكومة الحالية.
ويبدو أن «العراقية» وافقت على حضور المؤتمر الوطني الذي دعا طالباني بشرط أن تكون هناك خارطة طريق لحل المشاكل التي تتعرض لها العملية السياسية. وفي ما يتعلق بتطورات قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي، قال المساري إن قائمته قررت الاستمرار في مقاطعة جلسات مجلس النواب ومجلس الوزراء إلى حين ظهور مواقف إيجابية من قبل الكتل السياسية، بشأن هذه القضية. واستبعدت القائمة ستة من نوابها لعدم التزامهم قرار مقاطعة جلسات البرلمان. وقال النائب أحمد العلواني إن قرار استبعاد النواب غير الملتزمين يعود إلى أن القائمة متمسكة بنهجها، وإن كان على حساب تقليص حجمها في البرلمان.
وفي السياق، قال النائب عن التحالف الكردستاني، حسن جهاد، إن المؤتمر الوطني سيناقش القضايا العالقة بين جميع الأطراف، وخصوصاً البنود التي لم تفعّل في اتفاقية أربيل. وأوضح أن طالباني يكثف جهوده في هذه الأيام للاجتماع بقادة الكتل، لعقد قمة لهم قبل انعقاد المؤتمر الوطني العام، مشيراً الى أن «القمة ستعقد خلال الأيام المقبلة».
ويُتوقع أن يبدأ طالباني قبل نهاية هذا الأسبوع اللقاءات مع قادة الأطراف في العراق لحل الأزمة. وأكد لـ «العربية» أنه تألفت لجنة إعدادية اتفقت على عقد الاجتماع في بغداد، باعتبارها عاصمة العراق. وأشار إلى أن المؤتمر الوطني المزمع عقده في بغداد، حصل على توافق محلي ودولي وبضمانة الجامعة العربية.
في هذه الأثناء، انتقد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، علي الموسوي، مطالب ثلاثة من قادة «العراقية» بتدخل الولايات المتحدة لإنقاذ العراق من سياسة نوري المالكي. وقال إن «السادة كتّاب الرسالة يملكون مقاعد كثيرة في الحكومة والبرلمان، ويمكن أن يلجأوا اليها لحل الخلافات».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت رسالة حملت تواقيع علاوي وأسامة النجيفي ورافع العيساوي، يتهمون فيها المالكي بأنه «سائر نحو استبداد طائفي يحمل معه خطر اندلاع حرب أهلية، تأتي على الأخضر واليابس»، لكن النجيفي نأى بنفسه عن هذه الرسالة، ونفى نفياً قاطعاً علمه بها.
ميدانيا، أُصيب أمس 21 شخصاً في هجومين، أحدهما بسيارة مفخخة والآخر بعبوة ناسفة، استهدفا زواراً شيعة كانوا في طريقهم الى كربلاء. وكان قد قُتل اثنان وجُرح سبعة آخرون في في تفجيرين وقعا يوم الجمعة.
(الأخبار، أ ف ب)