■ تضاربت الروايات حول تفاصيل مقتل زعيم حركة العدل والمساواة، فكيف قتل؟ - كان الشهيد على رأس أحد متحركات الحركة، وعندما حلّ عليهم الليل أقاموا، فتمّ اغتياله في موقع مبيته بقصف جوي دقيق مباشر في الثالثة من صباح الجمعة. فقد اغتيل وهو بين مقاتليه، وليس في اشتباك كما ادّعى النظام.

■ يتحدث البعض عن اختراق وخيانة حصلت داخل الحركة من بعض رجال خليل، ما صحة ذلك؟
- المؤكد أن عملية الاغتيال جرت بأيد مأجورة من خارج الحدود، تولّت قصفه بطائرة معدّة لذلك. أمّا إذا كان من بين من في الأرض من تعاون مع القتلة، فهو متروك للتحقيق الذي يجرى لكشفه. وهناك معطيات تؤكّد أن التصفية جرت بأيدٍ خارجية، منها التصويب الليلي الدقيق، والمتابعة اللصيقة للهدف، التي تحتاج إلى تقنيات حديثة جداً غير متوافرة لدى القوات الجوية السودانية.

■ لكن، ألا ترى أن الحديث عن «دقة تنفيذ العملية» وحده غير كافٍ لتوجيه أصابع الاتهام إلى جهات أجنبية؟
- قناعة المختصّين والعالمين ببواطن الأمور وانتشار التقنية، الذين استرشدنا برأيهم، كانت مطلقة بأنه ليس في مقدور القوات الجوية السودانية القيام بالمهمة بالطريقة التي تمت بها، كما أن معلوماتنا تؤكد ضلوع أطراف أخرى، والتهمة ليست من فراغ.

■ متى كانت آخر مكالمة أجريتها معه، وماذا دار بينكما فيها؟
- كانت المكالمة الأخيرة بيننا في تمام الساعة الثانية ظهراً بتوقيت لندن في اليوم الرابع عشر من شهر كانون الأول الماضي، وقد حدثته عن معلومات تشير إلى مؤامرة تحاك لتصفيته جسدياً، كما حدثته عن ضرورة الاتصال ببعض قادة الجبهة الثورية السودانية الذين يرجون منه ذلك.

■ أصدرت الحركة في بيانها الأول أنها ستنتقم لمقتل قائدها، وأن من اغتالوه سيدفعون الثمن غالياً. ما مدى جدية الحركة في ما أعلنت؟
- في كل البيانات التي توعّدت فيها الحركة بالانتقام إن أقدم النظام على تنفيذ موضوع الوعيد؛ أحجم النظام عن تنفيذه. وبالتالي لم يتبيّن لكم إن كانت الحركة جادة في تهديداتها أو لا. أما هذه المرة، فقد دخل النظام دائرة المحظور وابتكر أسلوب الاغتيالات السياسية، وسنرى إن كانت الحركة ستفي بوعدها في الانتقام لقائدها.

■ فقَدَت الحركة في (موقعة أمّ درمان) أبرز قادتها، وفقدت الآن زعيمها وقائدها، ولم تحقق شيئاً. أما زلتم تراهنون على الخيار العسكري لتحقيق الأهداف؟
- لم تكن الحركة تراهن على الخيار العسكري في يوم من الأيام، ولم تلجأ إليه إلا عندما وجدت نظاماً لا يستمع أو يقبل التفاوض إلا مع حملة السلاح، وسيبقى الخيار العسكري قائماً ما دام نظام العصابة العنصرية في الخرطوم لا يعرف غير الحلول العسكرية والأمنية في التعاطي مع قضايا الوطن.

■ الكثيرون يقولون إن مقتل خليل نهاية لحركة العدل والمساواة، بماذا ترد عليهم؟
- إن كانت حركة العدل والمساواة السودانية رجلاً واحداً تنتهي باستشهاده الحركة، فهي ليست جديرة بالبقاء. لكن الشواهد كلها تقول بأن حركة العدل والمساواة السودانية مؤسسة ثورية عريقة تزخر بالكوادر الخلاقة، وتتميز بقدرات عالية في القتال والمناورة السياسية، وأن في مقدورها تجاوز محنة استشهاد قائدها بأقل الخسائر ... وسيخيب فأل العصابة العنصرية في قتل الثورة باغتيال زعيمها.

■ ترى جهات حكومية أن مقتل خليل من شأنه دفع الحركة إلى الجلوس للتفاوض معها، ما مدى إمكانية حدوث ذلك مجدداً؟
- اغتيال رئيس الحركة يؤكد حقيقة أساسية واحدة؛ هي أن النظام الحاكم لا يرغب في السلام، ولا يرى حلاً لقضايا الوطن غير الجهد الأمني العسكري. ولذلك نحن الآن أبعد عن طاولة المفاوضات من أي وقت مضى، ولا يمكن صناعة السلام من غير شريك جاد وراغب. فاليد الواحدة لا تصفّق، والذين يغتالون القادة لا يبحثون عن السلام بل يناصبونه الخصام. وعليه، لا يكون الحديث عن السلام وارداً إلا إذا توافر شريك حقيقي للسلام، ولا أرى في القتلة شركاء للسلام.

■ يتردد اسمك كثيراً كأقوى المرشحين لقيادة الحركة، ما مدى صحة ذلك؟
- هذا الحديث مجرد تكهنات سابقة لأوانها، مصدرها جهات لا علاقة لها بالحركة، ولا علم لها بما في مخيّلة الذين سينتخبون القيادة الجديدة.

■ أكدت حركة العدل التزامها بميثاق تحالف كاودا (الهادف إلى إسقاط النظام)، ألا ترى أن مقتل خليل سيؤثّر على قوة التحالف، وخاصة أن العمل العسكري إحدى آليات التحالف؟
- جيش حركة العدل والمساواة السودانية في أحسن حالاته من حيث الرجال والعدة والعتاد والتدريب. وقد أضاف استشهاد قائده المفاجئ دافعاً إضافياً عنده للقتال. وبالتالي، لن تضعف الجبهة الثورية السودانية عسكرياً، بل ستمضي بمزيد من العزم لإزالة العصابة العنصرية الحاكمة.

■ كان خليل المرشح الأقوى لقيادة التحالف، هل تعتقد أن غيابه سيؤدي إلى صراع داخل التحالف حول القيادة؟
- لم يخض أحد بعد في الجبهة الثورية السودانية في أمر القيادة. فهذا حديث سابق لأوانه. وأنا على ثقة بأن حكمة قادة الجبهة أكبر من أن يسمحوا لها بأن تتعثّر بسبب منافسات غير مبررة في من يقود.

■ الحركة الآن في وضع لا تحسد عليه بعد مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، والتوافق بين الخرطوم وانجمينا، الى أين ستتجه الحركة لكسب الدعم؟
- لا تعتمد حركة العدل والمساواة السودانية في وجودها إلا على الله، ثم على شعبها الذي قدّم لها كل غال ونفيس. ولم يكن القذافي داعماً لها في يوم من الأيام، وإنما كان داعماً أساسياً للعصابة الحاكمة، وقدّم لها من المال والدعم السياسي ما لم تحصل عليه من أية جهة أخرى.



رداً على الاتهامات التي توجهها الحكومة السودانية لجنوب السودان بدعم الحركات المتمردة في دارفور، أكد جبريل إبراهيم أن حركة العدل والمساواة حريصة على علاقة ودّية بين البلدين، وأن الحركة تعي حساسية العلاقة بين الخرطوم وجوبا في الظرف الراهن، وتعمل على تجنّب المساهمة في تعكيرها