دانت جامعة الدول العربية، أمس، هجوماً شنه مواطنون قبل يومين على مراقبين في مدينة اللاذقية السورية، وقالت إن الحكومة السورية أخلّت بالتزامها بتوفير الحماية لبعثة المراقبين التابعة للجامعة. وقال عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، إن 11 مراقباً أصيبوا بجروح طفيفة في الهجوم الذي وقع أول من أمس، على السيارات التي كانت تقلهم، مضيفاً أنه لم يطلق أي جانب أعيرة نارية وأن الاصابات طفيفة للغاية ولم ينقل أحد إلى المستشفى ولم يتأثر عمل البعثة. وأظهر تسجيل فيديو على الانترنت، في ما يبدو، موكباً لسيارات تقل المراقبين في اللاذقية أمس وحشداً من المتظاهرين الذين كانوا يرفعون الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد وهم يحيطون بالموكب ويركبون فوق السيارات. وأظهر تسجيل فيديو آخر، قال نشطاء إنه تم تصويره مساء أول من أمس، سيارة بيضاء عليها علامات مماثلة لتلك الموجودة في الفيديو الأول وهي تسير ببطء، بعدما لحقت أضرار بجسمها وإطاراتها.
ودان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي تعرض المراقبين العرب «لأعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في اللاذقية ودير الزور ومن عناصر محسوبة على المعارضة في مناطق أخرى أدت الى وقوع اصابات في أعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة في معدّاتها»، محذراً من «تجميد» اعمال البعثة في حالة تعرض اعضائها للخطر او اعاقة مهمتهم.
بدوره، اطلع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس فريق مراقبي الجامعة العربية، على الأعمال والمهام التي نفذها مراقبو الجامعة والنتائج التي خلصوا إليها. وقالت الخارجية السورية، في بيان، إن المعلم أعرب عن التزام بلاده «بتنفيذ البروتوكول الموقّع بينها وبين الجامعة العربية واستعدادها لمواصلة التعاون التام مع بعثة المراقبين العرب». وشدد على أن سوريا «ستستمر بتحمل مسؤولياتها لتأمين أمن وحماية هؤلاء المراقبين وعدم السماح بأي عمل يعيق ممارسة مهامهم».
كلام المعلم تقاطع مع موقف روسي أكد «أن مراقبي جامعة الدول العربية يلعبون دوراً داعماً للاستقرار في سوريا». وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، عن مراقبي الجامعة العربية نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة «يلعب نشرهم (المراقبين) بالفعل دوراً في استقرار الوضع ويساعد على تقديم صورة صادقة وموضوعية بشأن ما يحدث».
ومن بكين، شددت وزارة الخارجية الصينية على ضرورة حل الأزمة السورية بالطرق السلمية ووقف العنف. وقال مدير دائرة غرب آسيا وشمال أفريقيا في الوزارة الصينية، تشين كسياو دونغ، في إجابة على أسئلة قرّاء موقع صحيفة «تشاينا ديلي»، إن الصين ستواصل بثبات جهودها من أجل مستقبل سوريا سلمية، وقال «سنواصل العمل أكثر لإعادة الأطراف إلى المحادثات». ولفت إلى دعم الصين لدور الجامعة العربية آملاً أن تحل المشكلة «بجهد متوازن ومتواصل».
في المقابل، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من الجامعة العربية ان «تقدم تقريراً الى مجلس الامن» عن نتائج بعثة مراقبيها في سوريا اذا جاءت سلبية. واكد جوبيه أن «19 كانون الثاني يجب ان يكون المهلة الاخيرة، لا نريد ان ننزلق في ذلك الى ما لا نهاية ونأمل في هذا الموعد ان تقدم لنا الجامعة تقييماً واضحاً لمدى احترام النظام السوري لما قطعه من تعهدات».
وفي موقف لافت من ابوظبي، اكد وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان انه لا يرى «التزاماً سورياً يسمح» للمراقبين العرب بأداء مهمتهم في هذا البلد. وقال، في مؤتمر صحافي، ان «مهمة المراقبين تزداد صعوبة يومياً لأسباب مختلفة. لا نرى التزاماً من الجانب السوري بشكل يسمح للمراقبين بأداء مهمتهم. وللأسف هناك اعتداءات عليهم واضح انها من غير المعارضة. هذه مؤشرات غير ايجابية».
بدوره، كشف سفير الجزائر في مصر، عبد القادر حجار، أن اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري طالبت الجزائر بزيادة عدد المراقبين الجزائريين المشاركين في البعثة العربية.
ميدانياً، أعلن مصدر رسمي سوري ان حافلة نقل تعرضت لقذيفة (ار بي جي) في منطقة الديماس شمال غرب العاصمة دمشق، أوقعت عدداً من القتلى والجرحى. ولم يحدد المصدر نوعية الحافلة وهل هي عسكرية أم مدينة. بدورها أعلنت لجان التنسيق المحلية ان 33 شخصاً قتلوا امس، 16 منهم في مدينة دير الزور،11 في حمص، 3 في القامشلي، 2 في ادلب، وواحد في حماه.
(الأخبار، سانا، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)