تعهد الرئيس السوري بشار الاسد، أمس، دحر من وصفهم بالمتآمرين الأجانب، قائلاً إن السوريين «سينتصرون من دون أدنى شك على المؤامرة». وحيّا الأسد مئات الآلاف من مؤيديه في ساحة الأمويين بدمشق بعد يوم واحد من خطابه في جامعة دمشق في أعقاب صمت استمر ستة أشهر. وانضمت زوجته أسماء مع ابنهما حافظ وابنتهما زين إلى الحشود في ظهوره المفاجئ بساحة الأمويين بوسط العاصمة. وقال الأسد إنه ينتمي إلى هذا الشارع، مضيفاً أن سوريا تواجه متآمرين أجانب. وقال: «سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة، وهم الآن في مرحلتهم الأخيرة من المؤامرة، ونحن سنجعل هذه المرحلة النهاية بالنسبة إليهم وإلى مخططاتهم». وأضاف الرئيس السوري لأنصاره، الذين تجمعوا تعبيراً عن دعمهم الإصلاحات التي أعلنها في خطابه أمس: «جئت لكي أستمد القوة منكم. لم أشعر بالضعف يوماً ما بفضلكم».
وجاء هذا التجمع في إطار سلسلة تظاهرات دعم للنظام نظمت في عدة مدن وبلدات سورية، حسب لقطات بثها التلفزيون السوري.
وقال الرئيس الأسد للمحتشدين: «أتيت إلى هنا لكي نضع أيدينا مع بعضنا وننظر إلى المستقبل، إلى الأمام، إلى سوريا التي نحب، سوريا القوية الشامخة، سوريا الكرامة والعزة، ولنسير إلى الأمام، نقبض بيد على الإصلاح وبالأخرى على مكافحة الإرهاب». وأضاف: «عندما علمت أنكم قررتم النزول إلى الشوارع في عدد من الساحات في عدد من المحافظات السورية شعرت برغبة عارمة في أن أكون معكم في هذا الحدث وأردت أن نكون معاً في ساحة الأمويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة والتاريخ ولمن لا يقرأ التاريخ ليتعلم منها». وختم: «نمتلك الثقة بالمستقبل وأمتلكها بكم ومن خلالكم لأننا سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة».
وقالت وكالة «سانا» إن حشوداً من المواطنين توافدت منذ الصباح إلى ساحات الأمويين في دمشق وسعد الله الجابري في حلب والمحافظة في اللاذقية والسبع بحرات في دير الزور والقائد الخالد في الحسكة ودوار البريد في درعا والمجاهد سلطان باشا الأطرش في السويداء والرئيسية في مدينتي سلقين وجسر الشغور وبلدة أبو الظهور بإدلب مرددة الهتافات المؤيدة للرئيس الأسد. وكانت عدة مدن سورية قد شهدت مساء أول من أمس تجمعات شعبية، ولا سيما في حلب والسويداء ودرعا.
إلى ذلك، حصد خطاب الرئيس الأسد، أول من أمس، مروحة ردود دولية واسعة، أبرزها لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي رفضت الخطاب ووصفته بأنه «ينطوي على سوء نية بنحو مفزع». وقالت، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إن الخطاب «لم يكن سوى انتحال أعذار وإلقاء اللوم على دول أجنبية ومؤامرات». بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو على اقتناع بأن بدء حوار شامل في سوريا تشارك فيه القوى المعارضة سيساعد على وقف العنف وتجنب التدخل الخارجي.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بيان للخارجية عقب لقاء عقده ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية مع رياض حداد السفير السوري في موسكو، أن الأخير أطلع الجانب الروسي على جهود القيادة السورية الخاصة بتسوية الوضع وإجراء الإصلاحات.
وأكدت الدنمارك التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، أن الأخير سيفرض عقوبات إضافية على النظام السوري بسبب استمرار قمع الحركة الاحتجاجية في هذا البلد.
وفي لقاء مع الصحافيين الأجانب، صرح وزير الخارجية الدنماركي فيلي سوفندال، بأن مسألة العقوبات الجديدة بحق إيران وسوريا «ستبحث في 23 كانون الثاني خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين المقبل. وأعلن مصدر دبلوماسي أمس أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو سيشارك في الاجتماع المذكور. فيما قالت مايا كوجيانجيتش المتحدثة باسم وزيرة خارجية أوروبا كاثرين آشتون في بيان إن الخطاب الذي ألقاه الأسد الثلاثاء وتطرق فيه إلى فكرة «توسيع» الحكومة «مخيب للآمال بنحو كبير وغير واقعي». بدوره شجب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال ما تضمنه خطاب الأسد من كلام «عدائي» للمجتمع الدولي. وفي موقف لافت، حذر الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي من التدخل الأجنبي في الأزمة في سوريا، ورأى أن المعارضة السورية «تطيفت وتسلحت وتشرذمت». وقال في حديث طويل نشرته أمس صحيفة «الصباح» التونسية، إنه يعارض أي تدخل أجنبي في سوريا، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى تقسيم البلاد، و«فرقعة منطقة الشرق الأوسط»، على حد تعبيره.
(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)