قررت السلطات السورية، أمس، تأليف لجنة للتحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص، بعد تصاعد المطالبات الدولية بحماية الصحافيين في سوريا. وطالب القادة الغربيون، وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بـ«كشف الحقيقة كاملة» في ظروف مقتل الصحافي الفرنسي الذي يعمل لحساب القناة الثانية العامة في التلفزيون الفرنسي. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» إن «محافظ حمص غسان عبد العال أصدر قراراً بتأليف لجنة لتقصي الحقائق وجمع الادلة والتحقيق في ظروف وملابسات الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة الصحافي الفرنسي وثمانية مواطنين سوريين». واضافت أن «اللجنة تضم قاضياً ورئيس فرع الأمن الجنائي بمدينة حمص وخبيري أسلحة وذخيرة، إضافة الى مندوب عن القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي تسمّيه القناة». بدوره، أعلن وزير الاعلام السوري، أمام وفد من أبناء الجالية السورية في روسيا، أن الوزارة منحت منذ بداية شهر كانون الاول موافقات دخول لأكثر من 145 وسيلة إعلامية.
سياسياً، بحث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في واشنطن أول من أمس، الوضع في سوريا، كما أعلن البيت الابيض. واضاف البيان أن بايدن والشيخ حمد «نددا بأعمال العنف التي يرتكبها نظام (الرئيس بشار) الاسد في سوريا، وشددا على أهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في 19 كانون الثاني».
إلى ذلك، أفاد مصدر رسمي تركي بأن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيزور روسيا والولايات المتحدة للبحث في برنامج إيران النووي والأزمة السورية. ونفت السفارة الإيرانية في أنقرة أن تكون أربع شاحنات احتجزتها سلطات الجمارك التركية تحمل عتاداً عسكرياً من إيران لسوريا، في حين قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية ان التحقيق ما زال مستمراً بهذا الشأن. وضُبطت الشاحنات يوم الثلاثاء في إقليم كيليس بجنوب شرق تركيا عند معبر اونجوبينار الحدودي مع سوريا.
من جهته، رأى أمين سر مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف، في مقابلة على موقع صحيفة كومرسانت الروسية، أن «واشنطن وأنقرة تعملان منذ الآن على خطط مختلفة لإعلان منطقة حظر جوي (في سوريا) يمكن أن تتمركز وتتدرب فيها وحدات مسلحة من المتمردين السوريين». لكن وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن مصدر مسؤول في مقر الحلف الأطلسي ببروكسل أن الحلف لا يخطط للتدخل في أحداث سوريا. وقال المصدر تعليقاً على تصريحات باتروشيف، «لا نية لدى الاطلسي للتدخل في الأحداث بسوريا. الحالة الليبية مختلفة عن الحالة السورية». بدوره قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، رداً على سؤال عمّا إذا كان هناك استعدادات أو خطط لفرض حظر جوي على سوريا، إن «هذا الخيار غير مطروح اليوم».
ودعا الناشطون السوريون على موقع فايسبوك الى التظاهر الجمعة «دعما للجيش السوري الحر» الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أمس أنها عمّمت صورة للمشتبه في تنفيذه الهجوم الانتحاري الذي استهدف في السادس من كانون الثاني حي الميدان في دمشق، بهدف الحصول على معلومات عنه.
ميدانياً، أعلنت «لجان التنسيق المحلية» المعارضة أن 23 مدنياً وجنديين منشقين قتلوا برصاص قوات الأمن السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن «قوات الأمن السورية فرّقت بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق، واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم، واعتدت بالضرب المبرح عليهم». واضاف المرصد ان قوات الامن «اعتقلت ما بين 30 و40 من الشباب». في المقابل، أعلنت «سانا» ان تجمعات مؤيده للرئيس الاسد نظمت أمس في طرطوس ومصياف والسلمية.
(الأخبار، سانا، رويترز،
أ ف ب، يو بي آي)