كيوسك | ماذا يفعل المراقبون العرب في سوريا؟ هل سيكونون أحراراً في كتابة تقاريرهم؟ ماذا عن انقسامهم؟ الصحافيون الاميركيون والبريطانيون والفرنسيون انقضّوا على عمل المراقبين العرب في سوريا وأبدوا سخطهم على الجامعة العربية «غير المحايدة»، كما صعّدوا اللهجة ضد نظام سوري لا يزال قائماً رغم كل الضغوط. «الجامعة العربية تخذل الشعب السوري»، هكذا تبدأ افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية بعنوان «العنف في سوريا مستمر». الصحيفة دعت الجامعة العربية الى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على سوريا وعلى مصرفها المركزي بغية إجبار الأسد على التنحي.

بيار برييه، في «لو فيغارو» الفرنسية، لام المراقبين العرب والجامعة العربية على وضع النظام والمعارضة السورية في الكفّة نفسها والتعامل معهما بالتساوي إن في تقييم الارتكابات أو في رصد عمليات القتل والاعتداءات. برييه، الذي يحذر من نشوب حرب أهلية في سوريا، ينقل عن «أحد الدبلوماسيين العرب» قوله إن «مهمة المراقبين العرب فشلت منذ بدايتها لأنها تجاهلت مقررات خطة السلام العربية التي تطالب بحوار مباشر وفوري مع
المعارضة».
وعن المعارضة السورية، يقول روبرت دانين، على موقع «مجلس العلاقات الخارجية»، إنها «لا تزال منقسمة على ذاتها، والفروقات بين مكوناتها الاساسية كبيرة». ودانين لا يخفي تشاؤمه من نتائج التقرير النهائي الذي ستقدمه الجامعة العربية «لأن المراقبين أنفسهم منقسمون أيضاً، والعمل على تقرير موحد نهائي سيكون في غاية الصعوبة. الأمر الذي يضع صدقية الجامعة العربية على المحك». «الأسد لن يسقط من دون قتال»، يضيف دانين، محذراً من أنه «سيقوم بتصدير معركته الى دول مجاورة كلبنان مثلاً». لذا ينبّه دانين بعض المطمئنين في الادارة الاميركية الذين باتوا يرددون أن نظام الأسد «هو ميت يمشي».
من جهة اخرى، وبعيداً عن الطروحات السلمية لإنهاء الأزمة في سوريا، يشرح مايكل وايس، في مجلة «فورين أفيرز»، كيف يجب على زعماء الاتحاد الاوروبي وفرنسا والولايات المتحدة أن يلبوا سريعاً مطالب المجلس الوطني و«الجيش السوري الحرّ» بالتدخل في سوريا. ويشير بالتفصيل الى الخطوات التي يجب أن تعتمد تمهيداً للتدخل العسكري: «أولاً فرض منطقة عازلة في جسر الشغور شمال سوريا، بحماية أجنبية وتركية مباشرة». كيف؟ من خلال قرار دولي تفرضه الجمعية العامة للأمم المتحدة ينص على «إنشاء منطقة آمنة لحماية اللاجئين السوريين». هذه المنطقة، يضيف وايس ستشكل أيضاً مقراً للمنشقين ولعناصر «الجيش السوري الحرّ». «وهكذا سيكون للثوار السوريين بنغازي خاصة بهم ينطلقون منها للتقدم نحو دمشق». بعدها، يتابع الكاتب، ستفرض منطقة حظر جوي فوق المنطقة الآمنة في جسر الشغور تمهيداً لشنّ هجمات جوية من قبل الطائرات الاميركية والبريطانية على سوريا، وهنا ستستخدم القواعد العسكرية الاميركية الموجودة في الخليج وفي قبرص. لكن وايس يطرح مشكلة قد يواجهها الهجوم الغربي على سوريا، وهي أن يشارك حزب الله وحزب العمال الكردستاني والقوات العراقية الحليفة لإيران وعناصر من الحرس الثوري الايراني في صدّ الهجوم والدفاع عن النظام السوري عسكرياً. «ما سيحوّل المعركة الى حرب بالوكالة قد تتحول في ما بعد الى حرب طائفية قد تطول، وخصوصاً اذا ظهر تنظيم قاعدة
سوري».
«وبين مجتمع دولي حائر وغير قادر على وقف العنف تجاه المدنيين، ومعارضة سورية منقسمة وجامعة عربية عاجزة، يقف المتظاهرون السوريون وحدهم يكملون الحراك معتمدين في أغلب الاحيان على أنفسهم»، يعلّق الصحافي براين ويتاكر في «ذي غارديان» البريطانية.