عمان ــ الأخبار بانتهاء اللقاء الثالث بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في عمان، أول من أمس، دون تحقيق أي تقدم، تكون الجولة الاستكشافية، كما وصفها الفلسطينيون، قد اقتربت من الفشل، بانتظار تحديد القيادة الفلسطينية وجهتها المقبلة، بعدما حددت السادس والعشرين من الشهر الجاري كنقطة تحول نحو استراتيجيا جديدة على الصعيدين المحلي، بتفعيل المقاومة السلمية، والدولي من خلال محاصرة إسرائيل عبر الانضمام إلى مؤسسات أممية.
ولم يستطع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، محمد الكايد، الذي تستضيف بلاده الاجتماعات الاستكشافية، أن يخفي حقيقة فشل اللقاء بين المندوبين الفلسطيني صائب عريقات، والإسرائيلي اسحق مولخو أول من أمس، وإن حاول التخفيف من وطأة الفشل بقوله إن الاجتماع «اتسم بالجدية والصراحة، رغم وجود تباين في الموقف» بين الجانبين.
في المقابل، كان الجانب الفلسطيني أكثر وضوحاً. فأكد مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات، طلب عدم كشف هويته، أن الاجتماع «لم يحمل أي جديد، والهوة بيننا لا تزال عميقة جداً في كل المواقف». وحمّل المسؤول الفلسطيني إسرائيل مسؤولية ذلك، لأنها «لم تقدم أي جديد»، مشدداً على أن «مواقفها ما زالت تعيق أيّ تقدم من أجل استئناف المفاوضات».
أما بخصوص احتمال انعقاد لقاء جديد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أي قبل يوم واحد من الموعد الذي حددته اللجنة الرباعية للشرق الأوسط للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لتقديم مقترحات مفصلة لتسوية سلمية، فأوضح المسؤول الفلسطيني أنه «لم يحدد أيّ لقاء جديد». ولفت إلى أن «الوفد الفلسطيني أصرّ على ضرورة وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين، وأن يقدم الجانب الإسرائيلي تصوره بشأن قضيتي الأمن والحدود، وهو لا يزال يماطل فيه حتى الآن»، فيما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أن «تمديد الجولة الاستكشافية يصعب الإجابة عنه حالياً».
وفي ظل عدم التوصل إلى أرضية مشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكدت الباحثة في الشؤون الفلسطينية لميس اندوني، لـ «الأخبار» أن على السلطة الفلسطينية أن تركز على الحملة الدبلوماسية في المحافل الدولية لعزل حكومة الاحتلال.
وعلى الرغم من إقرارها بأن هذه اللقاءات لا يمكن أن تؤدي إلى حدوث خرق في المضمون بشأن قضايا الحل النهائي، ترى أندوني أن الموقف الفلسطيني هو مناورة وإبداء مرونة وتكتيك، لأن السلطة الفلسطينية واقعة تحت ضغط شديد من اللجنة الرباعية، ولا تريد توجيه اللوم إليها بإفشال ما يسمى عملية السلام. كذلك تشير أندوني إلى أن هناك بعداً آخر لقبول السلطة المشاركة في هذه المباحثات، وهو الحفاظ على علاقة صحية مع الأردن، لأن هذه المفاوضات جاءت بناءً على طلب شخصي من الملك الأردني عبد الله الثاني. وتقول إن الطلب الأردني هو حاجة أيضاً لأن الذي يزور واشنطن هذه الأيام سيواجه معارضة في الكونغرس بشأن تقديم المعونة الاقتصادية للأردن، كما أن الأردن يسعى من خلال هذه المباحثات إلى التأكيد على دور الأردن المركزي في عملية السلام مع اسرائيل.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد للرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس الماضي خلال الاتصال الهاتفي بينهما، أن الدولة العبرية ستقدم خلال ثلاثة شهور موقفها من قضيتي الحدود والترتيبات الأمنية، وأنّ بالإمكان التوصل إلى اتفاق إطار خلال عام. ووفقاً للصحيفة، فإن نتنياهو أكد أن إسرائيل تريد الاستمرار في المحادثات مع الفلسطينيين، على أساس اجتماع واحد كل أسبوع. كذلك أشارت الصحيفة إلى وجود خلاف بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن طرح مواقف الجانبين في قضيتي الحدود والترتيبات الأمنية، وأن إسرائيل ترى أن عليها طرح مواقفها في غضون ثلاثة شهور منذ بداية محادثات الاستكشاف، التي بدأت مطلع الشهر الحالي، فيما يرى الفلسطينيون أنه ينبغي طرح هذه المواقف بعد إعلان الرباعية الدولية بهذا الخصوص بثلاثة شهور، التي تنتهي في 26 الحالي.