استبقت سوريا اي نقاش محتمل داخل الجامعة العربية حول الاقتراح القطري بإرسال قوات عربية الى اراضيها، فأعلنت رفضها «القاطع» للفكرة، معتبرة انها «تفتح الباب امام استدعاء للتدخل الخارجي في الشؤون السورية». وجاء الرد على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين اعتبر فيه أن «سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي، وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية». ومن طهران، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن إيران ترفض الدعوات إلى التدخل الأجنبي أو العربي في سوريا، وقال إن الأمور في سوريا تتجه نحو الحل والحوار. ويبدو أن هذا لا يروق لبعض الدول، متهماً فرنسا بفبركة اتهامات حول قيام إيران بتزويد سوريا بالأسلحة.
وفي القاهرة، قال مصدر عربي إن سوريا لن تعترض على تمديد مهمة المراقبة التي تقوم بها الجامعة العربية للتحقق من تنفيذها لمبادرة السلام العربية، لكنها لن تقبل توسيع نطاق تفويضها ليشمل الدخول الى مراكز عسكرية.
بدوره، اعلن وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني ان كل الدول العربية التي ستجتمع في القاهرة ستقرر بشأن متابعة هذه المهمة والشكل الذي ستتخذه. واضاف وزير الخارجية المغربي الجديد «سنرى كيف سيعرض المنسق الامور. سيكون لكل دولة عربية، بما فيها المغرب الذي يشارك بمراقبين اثنين، تقرير من ممثليه».
وكان وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قد قال رداً على سؤال بشأن اقتراح ارسال قوات عربية الى سوريا «نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤيات والاستماع الى اقتراحات بما فيها اقتراح سمو امير قطر. اعتقد ان اجتماع 22 سيكون في غاية الاهمية».
وكان العقيد المنشقّ رياض الاسعد قد اعلن من تركيا ان «الجيش السوري الحر» يناشدة مجلس الامن اصدار قرار ضد النظام السوري تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخدام القوة. ودعا إلى تدخل دولي بدلاً من بعثة المراقبين العرب التي لم يتبق على مهمتها سوى أيام.
وفي موقف لافت، اعلن مسؤول عسكري اسرائيلي ان إسرائيل قلقة جداً مما قد يؤول اليه «مخزون الاسلحة» الكيميائية والبيولوجية في سوريا في حال انهيار نظام الرئيس بشار الاسد. وقال الجنرال امير اشيل قائد فوج التخطيط في الجيش الاسرائيلي، ان «المخزون الهائل للاسلحة الكيميائية والبيولوجية، ومعظمه من شرق اوروبا، يثير قلقنا مباشرة»، موضحاً أن «السؤال هو متى (يسقط نظام الاسد) وليس اذا (...)» سقط. وأوضح انه «قلق كبير لأنني لا اعلم من سيسيطر على الاسلحة»، مضيفاً «ما هو الجزء الذي سينقل الى حزب الله والى الفصائل الفلسطينية؟».
وتعليقاً على مشروع القرار الجديد الذي قدمته روسيا الى مجلس الامن، قال رومان نادال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان مشروع القرار الجديد «بعيد جداً عن الاستجابة لواقع الوضع في سوريا».
من جهته، قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان «مشروع القرار الروسي الجديد لا يصل الى حيث يجب ان يصل، الا انني ارحب بحصول بداية تغيير ولو كان بسيطاً، لبعض شركائنا مثل روسيا في مواقفهم». واضاف، في تصريح صحافي، «المهم بنظرنا هو ادانة واضحة وغير مبهمة من قبل مجلس الامن للعنف الذي يقوم به نظام بشار الاسد. وسنواصل الضغط بهذا الاتجاه».
وفي الاطار نفسه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه كان على مجلس الامن الدولي ان يصدر قراراً حول سوريا منذ زمن طويل. وأضاف، امام النواب، «اعتقد انه كان على مجلس الامن الدولي ان يتخذ قراراً بشأن سوريا منذ زمن»، مضيفاً «عندما حاولنا في الرابع من تشرين الاول، اصطدم قرارنا بفيتو روسي وصيني. لست متفائلاً ازاء تطور موقف روسيا في الوقت الحالي». وتابع «لكننا سنواصل نقاشاتنا مع روسيا، واعتقد انه في حال توجهت الجامعة مباشرة الى مجلس الامن فذلك سيساعد».
ولقد نوقش مشروع القرار أمس على مستوى الخبراء الذين يمثلون اعضاء مجلس الامن. وقال دبلوماسي في نيويورك ان مشروع القرار الجديد هو «مجرد تجميع للتعديلات التي اقترحها الاعضاء الآخرون في المجلس»، من دون تقدم في الجوهر. وترفض البلدان الغربية رغبة موسكو في ان تضع النظام والمعارضة على قدم المساواة على صعيد ادانة العنف.
الى ذلك، وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى العاصمة التوغولية لومي، في اول زيارة لمسؤول اميركي بهذا المستوى الى هذا البلد الناطق باللغة الفرنسية، حيث تلتقي الرئيس فور غناسينغبي. وقد انتخبت توغو السنة الماضية عضواً غير دائم في مجلس الامن الدولي وقد تحاول وزيرة الخارجية ان تحصل منها على دعمها في الملفين الايراني والسوري.
ميدانياً، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان السلطات السورية افرجت امس عن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة المعتقل منذ 12 ايار المنصرم. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» ان 30 شخصاً قتلوا امس، بينهم طفلان وسيدة وأربعة جنود منشقين.
في المقابل، قالت وكالة سانا إن «إرهابيين» أطلقوا صواريخ، ما أدّى إلى مقتل ضابط وخمسة أفراد آخرين من قوات الأمن عند نقطة تفتيش قرب دمشق، وأصابوا سبعة آخرين بعد يوم من اغتيال مسلحين ضابطاً برتبة عميد قرب العاصمة السورية. كذلك اعلنت مقتل ستة مدنيين وعسكريين واصابة ستة آخرين اثر انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين بين إدلب وسراقب وفي اطلاق نار في سجن ادلب المركزي.
(الأخبار، رويترز، سانا،
أ ف ب، يو بي آي)