تحرير 8 قرى في المرحلة الأولى من «عملية الفتح»

بغداد | استبقت الحكومة العراقية التوقعات التي أجمعت على انطلاق معركة تحرير مدينة الموصل، منتصف العام الجاري. فأعلنت صبيحة يوم أمس، انطلاق «الصفحة الأولى» من معركة تحرير المدينة، بمسمى «عملية الفتح»، فيما رأت قيادة «الحشد الشعبي» أن العملية الحالية ليست «العملية الكبرى»، التي لا تزال تخضع للدراسة، من الجهات المعنية.
قيادة «العمليات المشتركة»، قالت، في بيان، أمس، إن «القوات المسلحة باشرت تنفيذ الصفحة الأولى من عمليات الفتح، ضمن قاطع عمليات تحرير نينوى والقطعات الملحقة بها، إضافةً إلى قوات الحشد الشعبي، وذلك من ثلاثة محاور»، مؤكّدةً أنها «ماضية باتجاه الأهداف المخطط لها ضمن الصفحة الأولى». وشدّدت على أن «بشائر النصر بدأت من حيث جرى تحرير قرية النصر ورُفع العلم العراقي فيها». وواصلت القوات تقدّمها محرّرةً قرى كرمندي وكذيلة وخربردان، حيث طردت مسلحي تنظيم «داعش» منها.
وارتفع عدد القرى المحررة حتى مساء أمس، إلى ثمانية، تقع جميعها بين بلدتي القيارة ومخمور، جنوبي الموصل. ووفق مصدرٍ في «العمليات المشتركة»، فإن القوات «حرّرت الجانب الأيسر لمنطقة القيارة الإستراتيجية، بانتظار نصب الجسور العائمة، للعبور ناحية الجانب الأيمن»، مشيراً إلى أن مسلحي «داعش» لجأوا إلى حرق آبار النفط لتضليل الطائرات، في محاكاة لتمويهٍ أقدم عليه النظام السابق إبّان الغزو الأميركي عام 2003.
جدل بعد «عفو خاص» من الرئاسة بحق النائب السابق محمد الدايني

وفي منطقة الشورة (45 كلم جنوبي الموصل)، لفتت مصادر محلية إلى اندلاع انتفاضة عشائرية ومواجهات مسلحة بين الأهالي وعناصر «داعش»، مؤكّدة مقتل عددٍ من عناصر التنظيم خلال المواجهات، في وقتٍ ألقت فيه طائرات تابعة للقوّة الجوية العراقية آلاف المنشورات على مدينة الموصل دعت فيها الأهالي إلى التهيؤ والاستعداد لتطهير المدينة من التنظيم.
في المقابل، استنفر «داعش» قواته وعناصره في مركز مدينة الموصل، خلال ساعة مبكرة من صباح أمس، بعدما رفع مجهولون علماً عراقياً فوق مبنى كلية الآداب، في جامعة الموصل، التي يتخذ مسلحو التنظيم عدداً من مبانيها مقارّ لها.
في موازة ذلك، أكّدت قيادة «الحشد الشعبي» أن العمليات التي أعلنت «القيادة المشتركة» انطلاقها، أمس، هي مرحلة تمهيدية، وهدفها استنزاف «داعش»، ومنعه من مهاجمة القطعات العسكرية في مخمور. وقال المتحدث الرسمي باسم «الحشد»، أحمد الأسدي، لـ«الأخبار»، إن «العملية الكبرى المرتقبة محل إعداد ودراسة، من القائد العام للقوات المسلحة والعمليات المشتركة والحشد الشعبي». وشدّد الأسدي على أن «الحشد لا يكترث للتصريحات والمواقف السياسية المعارضة لمشاركته في العملية»، مؤكّداً أنه «سيكون في صدارة القوات الأساسية التي ستشارك في تحرير الموصل».
وبرغم حديث بعض المصادر الإعلامية والعسكرية عن مشاركةٍ لقوات أميركية من المشاة البحرية، «المارينز» والقوات البريّة، في عمليات الأمس، أشار المتحدث باسم «التحالف الدولي»، ستيف وارن، إلى أن «قوات التحالف، تقوم الآن، بتأمين الإسناد الجوّي للقوات العراقية»، لافتاً إلى أن «زحف القوات المسلحة العراقية هي عمليات تمهيدية لعزل الموصل، بالسيطرة على المناطق المحيطة بها».
في السياق، نقلت وكالة «السومرية»، العراقية، عن مصادر أمنية عراقية، أمس، قولها إن «بغداد تسلّمت دفعتين من الطائرات المسيّرة والدبابات المتطورة للمشاركة في عمليات تحرير محافظة نينوى». وأضافت تلك المصادر أن «هذه الطائرات ستصور وتقصف أهدافا حيوية ونوعية تابعة لعناصر داعش»، كما أن «الدبابات الحديثة تتمتع بمواصفات قتالية متطورة وقدرة عالية على تحديد وضرب الأهداف وستشارك، أيضاً، في العمليات الجارية».
سياسياً، يتصاعد الجدل بشأن «العفو الخاص»، الذي أصدرته رئاسة الجمهورية بحق النائب السابق محمد الدايني، الذي صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام، وذلك بتهمة المشاركة في التخطيط لعملية تفجير كافيتريا مجلس النواب عام 2007، والمشاركة في عمليات إرهابية في محافظة ديالى.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، خالد شواني، إن «العفو الخاص الصادر بحق محمد الدايني كان بناءً على توصية رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي يمتلك هذه الصلاحية الدستورية».
كما قال شواني إن «القضية المعفى عنها تتعلق بالتشهير وفق شكوى رفعها وزير التعليم العالي، حسين الشهرستاني، ضده وليس قضية إرهاب».
في المقابل، ردّ المكتب الإعلامي للعبادي على تصريحات شواني، مؤكّداً أن رئيس الحكومة «لم يصدر أو يوصي بإصدار عفو خاص عن الدايني»، مشيراً إلى أن «كتاب ديوان رئاسة الجمهورية غير دقيق في هذا السياق». وهاجم مكتب العبادي المتحدث باسم السلطة القضائية، عبد الستار بيرقدار، معتبراً أن تصريحاته «لم تكن موفقة وغير دقيقة».
كذلك استغرب رئيس كتلة «إئتلاف دولة القانون»، في البرلمان، علي الأديب، الإفراج عن الدايني برغم «الجرائم والتهجير القسري الذي مارسه في ديالى»، مشيراً إلى أنه «منذ دخول الدايني إلى العراق، بعد هربه الطويل إثر حادثة تفجير مجلس النواب، أدركنا وجود صفقة سياسية لتبرئة هذا المجرم، ولكننا لم نكن ندرك من يقف وراءها».
في سياق آخر، طالب العبادي، أمس، الكتل السياسية بتقديم مرشحيها من «التكنوقراط»، خلال اليومين المقبلين. وأعلن مكتب العبادي استلامه قائمة زعيم التيار «الصدري»، مقتدى الصدر، لمرشحي «التكنوقراط». وذكر بيان مكتب العبادي أن «ترشيحات الصدر سيجري التعامل معها بإيجابية، إضافةً إلى الترشيحات الأخرى»، وسيقدّم العبادي قائمة بالتعديلات الوزارية إلى البرلمان، الأسبوع المقبل.
إلى ذلك، أعلن وزير النفط، عادل عبد المهدي، استقالته رسمياً، والتوقف عن ممارسة أي مهمات تخص صلب الوزارة، ما عدا الحصرية.