أعلن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي إنهاء حالة الطوارئ في البلاد، وذلك في خطاب وجهه للشعب قبيل حلول الذكرى الأولى للثورة المصرية اليوم. وفي خطاب مفاجئ استمر نحو عشر دقائق، قرر المشير إنهاء الطوارئ بداية من الغد إلا في حالات جرائم البلطجة، لينسدل بذلك الستار على ثلاثين عاماً من حكم الطوارئ. واعتبر حقوقيون مصريون على الفور أن هذا الاستثناء يفرغ القرار من معناه.
وأكد مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت ان «ليس هناك اي جريمة يطلق عليها بلطجة في القانون المصري، وبالتالي فإن هذا يسمح بالاستثناء للشرطة ان تعتقل اي شخص بدعوى انه بلطجي». من جهة اخرى، أكد طنطاوي حرص المجلس على تسليم السلطة لرئيس منتخب في أقرب فرصة، ودلّ على صدقية ذلك بتسليمهم الصلاحيات الرقابية والتشريعية إلى البرلمان المنتخب في أول جلسات انعقاده. ووجه نداء لشباب الثورة بتشكيل حزب سياسي يمكّنهم من ممارسة أصول اللعبة السياسية، وينفعون من خلاله مصر والمصريين. واضاف ان «المجلس الاعلى للقوات المسلحة يؤكد دعمه الكامل لكم في هذا المجال حتى تتمكنوا من ممارسة الدور السياسي الذي نتمناه لكم».
وعبّر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن امتنان مصر بأسرها لشهداء الثورة ومصابيها لما قدموه من تضحيات في سبيل رفعة شأن وطنهم. وشكر الحكومات الثلاث التي تعاقبت على مصر خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك في شباط الماضي، وحيّاهم على قبول المسؤولية في ظل الظروف الصعبة التي مرت وما زالت تمر بها البلاد.
وحيّا المشير رجال القوات المسلحة، وأكد أنهم قاموا بواجبهم. وطالب رجال الشرطة باستمرار عملهم في خدمة الوطن والمواطنين ضمن آلية العمل الجديدة التي بدأت في الوضوح خلال الفترة المنصرمة، والتي ظهرت خلالها منهجية جديدة للأداء تقوم على الاحترام المتبادل.
(الأخبار، أ ف ب)