خاص بالموقع- بعد ساعات من إعراب مسؤولين أمميين عن مخاوفهم من احتجاز آلاف الموالين للقذافي في مراكز اعتقال سرية، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» تعليق عملياتها في مدينة مصراتة بسبب تعرض المحتجزين هناك للتعذيب على أيدي ميليشيات وقوات حكومية. وأعلن المدير العام للمنظمة كريستوفر ستوكس، في بيان أن المنظمة أوقفت عملها في مراكز الاحتجاز في مدينة مصراتة الليبية، لأنه طُلب من موظفيها علاج جروح أصيب بها معتقلون خلال التعذيب حتى يمكن الاستمرار في تعذيبهم.
وكانت جماعات حقوقية قد عبّرت عن مخاوف بشأن تعذيب أشخاص، بينهم كثيرون من دول جنوب الصحراء الكبرى، والذين يشتبه في أنهم قاتلوا في صفوف القوات الموالية لنظام معمر القذافي، خلال الصراع الذي امتد لتسعة أشهر في ليبيا.
وقالت المنظمة إنها كانت في مصراتة، على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي العاصمة الليبية، والتي كانت مسرحاً لعدد من أشرس معارك الصراع، لمعالجة أسرى حرب مصابين. لكنها اضطرت إلى أن تعالج جروحاً حديثة ناجمة عن التعذيب. وأكد ستوكس، في بيانه أن «المرضى كانوا يعرضون علينا في منتصف الاستجواب لتلقي الرعاية الطبية، حتى يكونوا جاهزين لمزيد من الاستجواب ... هذا غير مقبول. دورنا هو توفير الرعاية الطبية لضحايا الحرب والمرضى من المعتقلين، لا أن نعالج المرضى ذاتهم أكثر من مرة بين جلسات التعذيب».
وأشار ستوكس إلى أن ممثلي المنظمة أثاروا هذه القضية مع السلطات في مصراتة ومع الجيش الليبي، مضيفاً أنه «لم يتّخذ أي اجراء، وبالتالي وصلنا إلى قرار تعليق أنشطتنا الطبية في مراكز الاحتجاز». إلى ذلك، أحرجت تقارير عن إساءة المعاملة واختفاء من يشتبه في أنهم موالون للقذافي المجلس الوطني الانتقالي، الذي كان قد تعهد بالابتعاد عن ممارسات عهد القذافي واحترام حقوق الإنسان. وناشد المجلس الوطني المواطنين عدم القيام بأعمال انتقامية ضد الموالين للقذافي، وقال إنه سيحقق في أي انتهاكات، كما لم يعلق فوراً على مزاعم المنظمة الدولية.
ويرى مراقبون أن قدرة الحكومة، في طرابلس، على كبح التعذيب محدودة، لأن معظم الحالات منسوبة لميليشيات محلية خارج نطاق التسلسل القيادي للمجلس. بينما أكدت منظمة العفو الدولية أن لديها أدلة على وفاة العديد من المعتقلين بعد تعرضهم للتعذيب، وأن بعضهم كان في مصراتة. ونقلت المنظمة عن رجل، ذكر أنه تعرض للتعذيب في وقت سابق من الشهر الجاري في مقر قوات الأمن بمصراتة، قوله: «أخذوني للاستجواب في الطابق العلوي، خمسة رجال بملابس مدنية تناوبوا على ضربي وجلدي، علّقوني من رسغي في باب لنحو ساعة وظلوا يضربونني».
تأتي هذه التصريحات، من جانب المنظمتين الدوليتين بعد ساعات من إعراب مسؤولين بارزين في الأمم المتحدة عن مخاوف مماثلة بشأن «كتائب الثورة» الليبية، التي حمّلوها مسؤولية زيادة العنف واحتجاز الآلاف في مراكز احتجاز سرية.

(الأخبار)