بدأ رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، أمس، زيارة لعمان، هي الأولى منذ استبعاده في 1999، بصحبة ولي عهد قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني. واستقبل الملك الأردني، عبد الله الثاني، الضيفين، إضافة الى وفد من حركة «حماس»، يتقدمه موسى أبو مرزوق، في القصر الرئاسي. وقال مشعل، عقب اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء، «نحن سعداء بهذه الزيارة الاستفتاحية ونعتبرها فاتحة خير، فتحنا فيها القلوب والعقول. والأردن كان ولا يزال وسيبقى على العين والرأس ونحرص على أمنه واستقراره ومصالحه وعلى إقامة علاقة متميزة معه». وأضاف «إن شاء الله تتلوها صفحات طيبة في علاقة متينة تخدم المصلحة الأردنية، كما تخدم المصلحة الفلسطينية». ورأى أن «هذه مناسبة لأقول لكم إن «حماس» حريصة على أمن الأردن واستقراره ومصالحه، ونحترم حدود وسقوف أي علاقة يحددها الطرفان». وأكد أيضاً أنه «في هذه المناسبة، وخاصة في ظل التعنت الإسرائيلي الذي يحتل الأرض ويشطب الحقوق ويفشل مسيرة التسوية والمفاوضات، نحب أن نقول إن حركة «حماس» ترفض رفضاً قاطعاً كل مشاريع التوطين والوطن البديل، ونصر على استعادة الحقوق الفلسطينية غير المنقوصة لتكون فلسطين هي فلسطين والأردن هي الأردن».
وصدر عقب اللقاء بيان عن الديوان الملكي الأردني أكد «دعم الأردن الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، من خلال المفاوضات التي يجب أن تستند الى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذي يشكل مصلحة أردنية عليا».
وشدّد الملك عبد الله في البيان على «دعم الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لتحقيق هذه الغاية». وأوضح أن «المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبدعم من المجتمع الدولي تشكل السبيل الوحيد لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه». كما شدد على «أهمية وحدة الصف الفلسطيني من خلال الجهود القائمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي من شأنها تقوية الموقف الفلسطيني وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق».
من جهة ثانية، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين موقفاً ترحيبياً بالزيارة، وقالت على موقعها الإلكتروني إن «لقاء اليوم يعدّ لقاء تاريخياً»، مشيراً الى أن «الحضور القطري يعزز التوجه الملكي لإعادة صياغة العلاقة بين «حماس» والأردن بما يخدم المصالح الأردنية العليا». وقد رحب المتحدث، جميل أبو بكر، بزيارة قادة «حماس» التي رأى أنها «تصحيح لمسار العلاقة المشتركة بين الطرفين المعطلة منذ عدة سنوات»، مشيراً الى أن الزيارة «كان يجب أن تتم قبل هذا الوقت بكثير».
(أ ف ب)