حذر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء عيدو نحوشتان، من التطور الذي يشهده «مسار بناء قوة جوية من حولنا، في الشرق الأوسط»، مؤكداً أنه «أحد الأكثر اتساعاً في العالم، بما فيها شراء طائرات ووسائل تكنولوجية متقدمة، إضافةً الى الإنتاج الذاتي للطائرات، والطائرات بدون طيار». ورأى نحوشتان، الذي تنتهي خدمته في شهر أيار المقبل، أن هذا الواقع الجديد «يمثّل تحدياً للتفوق الجوي»، الذي يعدّ حجر «واسطة القنطرة» بالنسبة إلى الجيش، الذي من الممنوع على اسرائيل المس به، وهو «ما يجب أن يثير قلق الجميع في إسرائيل». وأعرب قائد سلاح الجو، خلال كلمة له في «مؤتمر الفضاء السابع» في «بيت» سلاح الجو في مدينة هرتسيلياه، عن قلقه الكبير إزاء ما سيؤول اليه الوضع في سوريا، لافتاً الى أنها «بالرغم من وضعها الصعب إلا أنها تواصل بناء قوتها وشراء عتاد متطور كالطائرات والمنظومات المضادة للطائرات»، مشيراً إلى أن ما يفاقم من خطر وجود هذه المنظومات في سوريا هو إمكان «تسربها» الى حزب الله. وحذر من أنّ «ضعف الأنظمة يزيد من احتمالات تسرب الوسائل القتالية من أيدي الدولة الى التنظيمات الإرهابية»، مشدداً على أن إسرائيل «لا تستطيع التزام الصمت حيال ذلك».
ولفت نحوشتان أيضاً الى أن «المنظمات الإرهابية تستغل الهزة (الإقليمية) من اجل العمل ضدنا»، مشيراً الى أن «حماس وبقية فصائل المقاومة في قطاع غزة وخارجه، تستغل تراجع قوة النظام المصري للتحرك ضد اسرائيل من خلال سيناء». وفي ما يتعلق بمستقبل الواقع الإقليمي المستجد، رأى «أننا لا نعرف متى ستنتهي هذه الهزة الإقليمية، وما الذي سيأتي بعد ذلك.. وكيف ستؤثر فينا».
أما لجهة ما ينبغي لإسرائيل أن تقوم به، فدعا نحوشتان الى «التقدم والمضي نحو الأمام»، محذراً من أن أيّ تهاون سوف يجعلنا «نجد أنفسنا متأخرين عن محيطنا». وبهدف التحذير من خطورة تقليص الموازنة الأمنية، رأى أنه من «الواضح لنا جميعاً أنه بعد حرب لبنان الثانية، لا نستطيع أن نمس بكفاءة قواتنا. ولا نستطيع أن نبقي الجيش من دون تدريب»، وخصوصاً في ظل المسارات التي تتحرك فيها الأوضاع في المنطقة، داعياً الى «الاستثمار في المستقبل من أجل ألّا نجد أنفسنا أكثر ضعفاً».
في سياق متصل، لفت رئيس معهد أبحاث الفضاء في معهد «فيشر» للدراسات الاستراتيجية، طال عنبار، الى أن الجمهورية الإسلامية ستكشف في الأسابيع المقبلة، بمناسبة «عشرة الفجر»، في إشارة الى ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ايران، «عن صواريخ جديدة تحمل أقماراً صناعية جديدة أكثر تطوراً مما رأيناه حتى الآن»، وخصوصاً «أن الصاروخ الإيراني الحالي غير قادر على إطلاق أقمار من الحجم المخطط له».
وفي إشارة تنطوي على نوع من التحذير، أضاف عنبار إن «الإيرانيين يستثمرون حوالى مليار دولار في خطط الفضاء كل سنة، وإن علماءهم يشاركون في معارض الفضاء الدولية في كل سنة، وينقلون المعرفة الى السلطات في طهران».
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أن وزير الدفاع، سيبدأ هذا الأسبوع جولة من اللقاءات مع المرشحين الثلاثة لاختيار خليفة قائد سلاح الجو الحالي اللواء عيدو نحوشتان، هم: اللواء امير ايشل، واللواء يوحنان لوكر، والعميد نمرود شيفر.