الكويت | يتوجه نحو 400 ألف ناخب كويتي إلى صناديق الاقتراع، اليوم، لاختيار مجلس الأمة الرابع عشر، وسط احتقان سياسي غير مسبوق في البلاد، عززته أحداث الأيام الماضية، وكانت «القبلية» محورها الأساسي. ودُعي الى الانتخابات كل من أتمّ الواحدة والعشرين من عمره، من الجنسين، للاختيار بين 286 مرشحاً بينهم 23 امرأة، يتنافسون على 50 مقعداً تُمثل الدوائر الانتخابية الخمس، فيما يحق لكل ناخب التصويت لأربعة مرشحين. وانتشرت في الأيام الأخيرة الاتهامات بشأن إنفاق المال السياسي وشراء أصوات الناخبين، على الرغم من أنه ليس هناك خوف جدّي من احتمال حدوث غشّ أو تزوير في النتائج، وذلك بسبب مراقبة الفرز وقلّة عدد الناخبين. ووسط توقعات متضاربة، تتطلع المعارضة إلى تعزيز قوّتها، التي كانت تتفاوت في البرلمان السابق، بحسب القضايا المطروحة، وكانت تصل أحياناً إلى نصف عدد النواب، علماً بأن أعضاء الحكومة يعتبرون أعضاء في البرلمان ولهم حق التصويت، وهو الأمر التي تطالب المعارضة بإلغائه.

أما السلطة الحاكمة، فترغب في وصول برلمان أقل حدّة تجاهها، وخاصة أن الصراع بين مجلس الأمة والحكومة تصاعد كثيراً في السنوات الأخيرة، وشهد الكثير من الاستجوابات، الأمر الذي أدى إلى حلّ البرلمان في كانون الأول الماضي، بعدما كان قد حُلّ ثلاث مرات منذ وصول الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى الحكم في كانون الثاني 2006.
وفي كل مرّة، كان الحلّ يحدث بسبب الخلاف مع رئيس الحكومة ناصر المحمد الصباح، الذي تعاقب منذ 2006 على رئاسة سبع حكومات. إلا أن المراقبين يرون أن هذه الانتخابات لن تؤدي على الأرجح إلى إنهاء التأزم السياسي الذي يشلّ البلاد، حيث سيبقى الصراع قائماً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وفي هذا السياق، قال مرشح الدائرة الأولى صالح عاشور (الصورة) لـ«الأخبار» إن «المكتوب مقروء من عنوانه، إذ إن لهجة الخطابات دائماً نارية وتحريضية»، مشيراً إلى أنه «قد يحصل تغيير في بعض الأسماء والوجوه، إلا أنّ التصعيد سيستمر على النهج نفسه».
وقد لجأت جمعيات عدّة إلى توزيع منشورات لتوعية الناخب الكويتي حول العملية الانتخابية، وحثه على التصويت لمن يراه مناسباً من دون أي ضغوط، مذكّرةً في الوقت نفسه بأنّ الامتناع عن التصويت قد يؤدي إلى فوز مرشّح غير مرغوب فيه.
تجدر الإشارة الى أنّ نسبة التصويت في الانتخابات التشريعية الأخيرة في عام 2009 بلغت نحو 58 في المئة، فيما يتوقع أن تكون هذه المرّة أكبر من ذلك.