بعد نحو سنة من الجمود الهادئ للتوسع الاستيطاني، صدّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، موشيه يعلون، على الاتجاه إلى بناء مئات الوحدات السكنية في الضفة المحتلة، بما فيها مستوطنات معزولة. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن المستوى السياسي «قرر دفع مخططات جديدة في مجلس التخطيط الأعلى للإدارة المدنية».وكان «مجلس التخطيط» قد صدّق في كانون الثاني الماضي على 153 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة، مع الإشارة إلى أنه في السنتين الأخيرتين لم تبادر الحكومة إلى أي خطوة مشابهة في الضفة، على خلفية خشية نتنياهو من عدم استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو حول قرارات في مجلس الأمن ضد إسرائيل.
في سياق ثانٍ، حذر ضابط إسرائيلي رفيع في قيادة الجبهة الوسطى، من أن تراجع العمليات الفلسطينية في الضفة هو «هدوء غير مستقر». وأكد أن القوات والأجهزة الإسرائيلية تستعد لإمكانية «تصعيد كبير في الأعياد اليهودية»، التي تبدأ نهاية الأسبوع المقبل.
ولفت الضابط، أيضاً، إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تتلقى إنذارات حول عمليات ينفذها فلسطينيون، مضيفاً أنه منذ بداية الانتفاضة الجارية، حتى نهاية آذار الماضي، كشف جهاز «الشاباك» عن 57 خلية «إرهابية»، وأنه في عشر حالات منها كانت هناك نية لأسر مستوطنين أو جنود، وفي أربع حالات أخرى اكتشفت مختبرات لصنع مواد متفجرة وتركيب أحزمة ناسفة.
وكان جيش العدو قد نشر في بداية الشهر الجاري، معطيات تشير إلى تراجع ملموس في العمليات التي ينفذها الفلسطينيون في الضفة خلال الشهر الماضي، لكن الضابط الإسرائيلي لفت إلى «استمرار الإنذارات من وجود منفذي عمليات وأفراد يستعدون لاندلاع الوضع مرة أخرى».
على هذه الخلفية، تقرر تعزيز الضفة بـ21 كتيبة إضافية خلال «عيد الفصح اليهودي ويوم الاستقلال»، وخلال شهر رمضان. ويتخوفون في إسرائيل من أن تعود خلال هذه المناسبات قضية المسجد الأقصى والقدس إلى صدارة الاهتمام الذي كانت عليه مطلع الانتفاضة.
إلى ذلك، كشفت استطلاعات للرأي، نشرتها صحيفة «إسرائيل اليوم»، عن أن 60% من الشبيبة اليهودية يعتقدون أنه لا ينبغي محاكمة الجندي الذي بادر إلى إعدام الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، وهو ممدّد على الأرض ولا يشكل خطراً على أحد، ما سبّب مقتله.
في المقابل، عبّر 30% عن اعتقادهم أن فعلة هذا الجندي تبرّر تقديمه إلى المحاكمة. ورأى 48% من المستطلعين أنه يجب حرمان المواطنين العرب في إسرائيل حق الانتخاب للكنيست، فيما اعتبر 52% أنه يجب منحهم هذا الحق. أيضاً، رأى 82% أنه لا يوجد أدنى احتمال للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي الإطار، رأى 59% أن مواقفهم السياسية يمينية، فيما وصف 23% مواقفهم السياسية بالوسطية، وقال 13% إن مواقفهم السياسية يسارية.
(الأخبار)