أغلقت القوات السورية الساحات العامة في حماه، أمس، بعدما سكب سكان الطلاء الأحمر على الأرض، في تحرك دعت إليه المعارضة السورية في سائر أنحاء البلاد تحت شعار «عذراً حماه»، إحياءً للذكرى السنوية الثلاثين للأحداث التي حصلت في هذه المدينة عام 1982. ونشرت مواقع إلكترونية معارضة أفلام فيديو تبدو فيها المحال التجارية مقفلة، وماء النواعير في حماه مصبوغة بالأحمر. وسارت تظاهرات طلابية في حي الميدان في دمشق وفي داريا في ريف دمشق في المناسبة ذاتها، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو وزّعها ناشطون على موقع يوتيوب الإلكتروني. كذلك وزعت لقطات فيديو لتظاهرة نسائية في الوعر في محافظة حمص وتظاهرة أخرى في قامشلو. وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «الوطن» السورية عن اتخاذ الجهات المختصة إجراءات خاصة في حماه أمس، حيث «عملت على تمشيط تلك المناطق واعتقلت أسماءً محددة بهدوء، وخرجت بسرعة نظراً إلى تجاوب الأهالي الذين يكرهون أن تصبح أحياؤهم أوكاراً لإيواء المطلوبين أو الفارين».
وكثفت القوات السورية عملياتها على الأرض في الأيام الأخيرة، و«اقتحمت دبابات وناقلات جند مدرعة بلدات النعيمة والطيبة والجيزة (ريف درعا) أمس»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت لجان التنسيق المحلية وقوع «العديد من الجرحى في سقوط قذائف على بلدة الجيزة أثناء اقتحامها صباح أمس»، من دون أن تذكر عددهم. وفي ريف العاصمة، وقعت، بحسب المصدر نفسه، «انفجارات شديدة هزّت قرية تلفيتا التي تشهد منذ أيام عمليات عسكرية واسعة». وأفاد المرصد بأن «القوات الأمنية نفذت صباح الخميس حملة مداهمات واعتقالات في بلدات عين ترما وعربين وزملكا وزبدين ودير العصافير وشارع الجلاء بمدينة دوما». كذلك نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القورية، بحسب المرصد.
وتحدثت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن تشييع جثامين 19 من أفراد الأمن قتلوا في مواجهة مع «جماعات إرهابية»، ما يرفع إجمالي عدد القتلى الذي تحدثت عنه خلال الأيام القليلة الماضية إلى 80.
وقالت «سانا» إن أحد مهرّبي الأسلحة أقرّ بمشاركته مع مجموعة بتهريب السلاح من منطقة وادي خالد في لبنان إلى منطقة تلكلخ في سوريا بتنسيق مع لبناني في وادي خالد. وبثّ التلفزيون العربي السوري ما وصفها باعترافات فادي فيصل موسى، لبناني الجنسية، عن قيامه بتهريب الأسلحة، من ضمنها البنادق الآلية وقواذف «آر بي جي» وحشواتها والذخيرة، إضافة إلى المخدرات.
إلى ذلك، دعت إيران مواطنيها الذين يرغبون في زيارة سوريا إلى التوجه جواً إلى العاصمة السورية والاستغناء عن الوصول إليها براً، بعد حوادث اختطاف تعرض لها الزوار من قبل مسلحين.
وفي تطور لافت، قال وزير خارجية الأردن، ناصر جودة، إن المملكة سحبت أعضاءها من بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية في سوريا، مضيفاً أن القرار اتخذ قبل عدة أيام، عندما جرى تعليق عمل البعثة. ومن السودان، أعلن رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، محمد مصطفى الدابي، أنه «راض» عن أداء بعثة المراقبين. وقال الدابي للصحافيين في الخرطوم «هناك حملة ضد البعثة ورئيس البعثة، ولكن كل هذا غير صحيح، والمنتقدون لم يفهموا دور بعثة المراقبين العرب».
(الأخبار، سانا، رويترز،
أ ف ب، يو بي آي)