فشلت دعوات مجموعة من القوى السياسية والثورية في تحفيز العمال على المشاركة في الإضراب يوم السبت، فخرج المجلس العسكري ليغازل المصريين برسالة داعب فيها عواطف الشعب بقوله «أثبت على مر العصور أنك أنت المعلم، منك نأخذ القدوة وبك نستمد العزم، وعلى هدي خطاك نستلهم الطريق، وبمعدنك الأصيل نتخطى أعتى الصعاب ونحقق المستحيل». رسالة العسكر السادسة، أثنت على موقف الشارع المصري الذي رفض الاستجابة لدعوات الإضراب العام عن العمل والعصيان المدني. وقال «أيها الشعب المعلم، قلت نعم للعمل في سبيل مصر وجماهير شعبها المناضل من أجل الحرية والمكافح من أجل لقمة عيش هانئة». وأضاف «قالها العامل والموظف في المرافق والمصالح العامة وفي منشآت العمل الخاصة. قالها الطبيب في مستشفاه والمعلم في مدرسته والطالب في جامعته، ورجل القانون في صروح العدالة. قالها الإنسان المصري في كل مكان على أرض مصر». وبلهجة عاطفية، قالت رسالة المجلس العسكري «لا نستطيع مهما قلنا أن نوفيك حقك، ولا نقدر مهما فعلنا أن نعبر لك عما يجيش في صدورنا من امتنان، وما يجول في خاطرنا من تقدير وعرفان».
وكانت الدعوات، التي ساقتها مجموعة من القوى السياسية والحركات العمالية، إلى الإضراب عن العمل قد فشلت، على الرغم من أن الدعوات تزامنت مع ذكرى تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك، ودعي إليها للاحتجاج على سوء إدارة العسكر للمرحلة الانتقالية، وللمطالبة بتسليم المجلس العسكري الحكم لسلطة مدنية منتخبة قبل إعداد الدستور.
وأكد مراقبون انتظام العمل في أغلب المواقع العمالية والمصالح الحكومية، فيما ظهرت استجابات ضعيفة للدعوات داخل الجامعات المصرية وعدد من المدارس الخاصة التي أعلنت من قبل مشاركتها في الإضراب. وسيطر الهدوء على ميدان التحرير، أمس، دون أي فعاليات مع استمرار العشرات في اعتصامهم.
ورغم ذلك، دخل نحو 700 عامل من عمال ميناء السخنة بالسويس، البالغ عددهم 1100 عامل، في إضراب عن العمل داخل مقر الميناء، مطالبين إدارة شركة موانئ دبي بضرورة القيام بصرف مستحقات العمال التي تعهدت بصرفها منذ أشهر، لكنهم أكدوا لـ«الأخبار» أن إضرابهم لا علاقة له بالدعوة إلى العصيان المدني الذي تناقلته وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة.
من جهته، خطب رئيس مجلس الشعب، محمد سعد الكتاتني، في نوابه، في ذكرى تنحي مبارك، مطالباً بالوقوف «لنتأمل لحظة فارقة مرت بها مصر منذ عام لنسترجع الذكرى ونستلهم العبر مما جرى». وأكد أن على القوى الثورية واجب «تنقية الثورة من أشواك العنف والتنبيه إلى خطورة الانتقاص من المسيرة الديموقراطية التي أقرّها الشعب بملايينه التي خرجت للتصويت في انتخابات مجلس الشعب». وشدد على أنه رغم الأشواك التي وقفت في طريق الثورة، إلا أنها «حققت خطوات هامة على طريق الديموقراطية، أولاها انتخاب مجلس الشعب»، مضيفاً «وتجري حالياً انتخابات الشورى كخطوة ثانية، ثم اللجنة التأسيسية لوضع الدستور كخطوة ثالثة»، ثم انتخابات الرئاسة، مؤكداً «أن ثورة تنجز كل هذه الأعمال في عام هي ثورة عبقرية». في شأن آخر، حمّل تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب لمناقشة أحداث مباراة كرة القدم بين فريقي المصري والأهلي، التي راح ضحيتها أكثر من 70 مشجعاً، كل المسؤولين في الدولة تقريباً، سوى المجلس العسكري الحاكم للبلاد، المسؤولية عما جرى. وأكدت اللجنة أنها ستحدد المسؤولية السياسية، في التقرير النهائي الذي سيتم الانتهاء منه قريباً. ووضع التقرير المسؤولية الكبرى على عاتق وزارة الداخلية، مؤكداً أنها «سهلت وسمحت ومكنت من ارتكاب الجريمة»، واتهم كذلك الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي لم يقدر خطورة المباراة، والنادي المصري البور سعيدي لمسؤوليته عن تأمين الفريق الضيف، وهيئة استاد بور سعيد التي حدثت فيه المجزرة، لعدم وضع الاحتياطات اللازمة للتعامل مع أي أزمة طارئة.