أنهى قصف صاروخي متقطّع وإطلاق نار حالة من الهدوء في الاشتباكات التي تدور بين قوات الحكومة السورية ومجموعات مسلحة في سوريا، حيث سقط أمس 24 قتيلاً، بينهم 14 قتلوا في حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي وقت سابق، هرع سكان حمص إلى الخروج من منازلهم، بعدما خففت القوات السورية من قصفها للمدينة. وقال سكان إنه سُمح لعدد محدود من الأسر بمغادرة مناطق تسيطر عليها المعارضة، حيث حوصر الناس داخل منازلهم لأيام بسبب القصف المتواصل بالمدفعية ونيران القناصة. وأفاد المرصد بأن «طفلاً استشهد في مدينة درعا إثر إصابته برصاص قناصة، خلال تشييع طفلة استشهدت مساء أمس برصاص حاجز أمني، كذلك استشهدت سيدة إثر سقوط قذيفة على منزلها في مدينة الرستن بمحافظة حمص». وأشار مدير المرصد إلى «تعزيزات عسكرية تتجه نحو حمص بالقرب من منطقة النبك، تضم نحو ثلاثين آلية عسكرية، بينها دبابات وناقلات جنود».
وأظهرت لقطات على موقع يوتيوب حشداً من عدة آلاف يتجمعون في منطقة دير بعلبة، حيث جرى تفكيك حاجز للجيش السوري، بعد أن استهدفته مجموعات مسلحة بهجمات متكررة. وقالت لجان التنسيق المحلية إنه وفقاً لمحصّلة من أطباء في مستشفيات مؤقتة، قتل 31 شخصاً على الأقل السبت في حمص، قبل أن تهدأ حدّة القصف.
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مجموعة إرهابية مسلحة سطت، أمس، على المصرف الزراعي بمدينة القصير بريف حمص، حيث أقدمت على تخريب أثاث المصرف والعبث بمحتوياته، وسلبت نحو مليون ليرة سورية وأربعة حواسيب وتلفزيوناً. وفي حي القرابيص بحمص، أقدمت مجموعة أخرى على خطف العقيد عصام فياض النعمان أثناء توجهه إلى عمله في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب بإحدى حافلات النقل الخاصة. وشُيّعت من مشفيَي تشرين وزاهي أزرق العسكريين في دمشق واللاذقية والشرطة في حرستا، أول من أمس، جثامين 39 شهيداً من الجيش وقوات حفظ النظام إلى مثاويهم الأخيرة.
وفي مدينة حلب، تجمّع مشيّعون في جامع الإيمان لتشييع جثامين عدد من الجنود والمدنيين الذين قتلوا في هجومين على منشأتين للجيش والأمن يوم الجمعة. وخلال تشييع القتلى، ناشد مفتي سوريا، أحمد بدر الدين حسون، المعارضة إنهاء حملتها. كذلك حثّ الرئيس السوري بشار الأسد على القضاء على الفساد.
وفي بلدة الزبداني، وافقت القوات الحكومية على أن يعيد المتمردون أسلحة ومدرعة استولوا عليها من القوات السورية مقابل عدم ملاحقتهم. ويأتي الإعلان عن هذه التسوية بعدما نجحت القوات الحكومية في فرض سيطرتها على المدينة بعد أسابيع من الاشتباكات، فيما لا تزال تلاحق فلول المسلحين في منطقة سهل مضايا القريبة من الزبداني.
وأعلنت ماريان غاسر، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، أن متطوّعي الهلال الأحمر العربي السوري يوزّعون المواد الغذائية والإمدادات الطبية والأغطية ومستلزمات النظافة إلى آلاف الأشخاص المتضررين من العنف المتزايد. ودخلت مدينة حمص أول من أمس قافلة محمّلة بهذه الإمدادات، بينما وصلت قافلة مماثلة إلى بلودان. وقد تجمّع آلاف الأشخاص في بلودان بعد هروبهم من مدينة الزبداني المجاورة. وقال خالد عرقسوسي، المسؤول عن عمليات الطوارئ في منظمة الهلال الأحمر، «تمكن متطوّعو الهلال الأحمر من تسليم هؤلاء النازحين مجموعات من المواد الغذائية وأغطية، وغيرها من الإمدادات التي هم في أمسّ الحاجة إليها».
وفي عمان، قال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أحمد العميان، إنه سيجري افتتاح مخيم للاجئين السوريين في منطقة رباع السرحان في محافظة المفرق شمال الأردن، بالقرب من الحدود مع سوريا، الأسبوع المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن العميان قوله إنه «جرى استكمال أعمال البنية التحتية للمخيم البالغ مساحته 30 دونماً، حيث جرى رفده بالإضاءة المناسبة وخزانات المياه، وتعبيده بخلطة أسمنتية، وإحاطته بأسلاك شائكة».
(الأخبار، سانا، أ ف ب، رويترز)