أصيبت دبلوماسية إسرائيلية بجروح جراء انفجار استهدف سيارتها في نيودلهي، بالتزامن مع محاولة تفجير سيارة تابعة للسفارة الإسرائيلية في تبليسي. هجومان سارعت إسرائيل إلى تحميل كلٍّ من حزب الله وإيران المسوؤلية عنهما لتزامنهما مع الذكرى الرابعة لاغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية، إلا أن طهران نفت أي تورط لها. وأدى انفجار عبوة ناسفة داخل سيارة زوجة ممثل وزارة الدفاع لدى الهند، طال كورين ـــــ يهوشوع، على بعد أمتار من مسكن رئيس الوزراء الهندي إلى إصابتها بجروح، فضلاً عن إصابة سائقها وشخصين آخرين. وقال شاهد العيان، رافي سينغ: «حدث انفجار قوي. كانت هناك سيدة والسائق في السيارة التي احترقت وأُلقيت المرأة خارجها». من جهته، أوضح مفوض الشرطة بي كا بوبتا إن «شاهداً قال إنه رأى رجلاً يلصق عبوة على الجزء الخلفي من السيارة»، لافتاً إلى أن الشرطة تبحث عنه، فيما أوضح مصدر طبي هندي أن الدبلوماسية الإسرائيلية في حالة حرجة ولكن مستقرة، وذلك بعدما خضعت لعملية جراحية في العمود الفقري الاثنين.
وفي تبليسي، أعلنت وزارة الداخلية الجورجية أن الشرطة فكّكت عبوة عثر عليها في سيارة موظف يعمل في السفارة الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الوزارة شوتا أوتياشفيلي إن «موظفاً في السفارة الإسرائيلية اكتشف عبوة ناسفة في سيارته واتصل بالشرطة».
وعلى الأثر، ذكرت صحيفة «هآرتس» أنه رُفع مستوى الاستعدادات في جميع الممثليات الإسرائيلية في أنحاء العالم، مشيرةً إلى أن وزارة الخارجية أصدرت تعليمات للدبلوماسيين الإسرائيليين بالكف عن استخدام آلياتهم إلى أن تفحصها الأجهزة الأمنية، فيما أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس مشاورات مع كبار ضباط الجيش لتقويم الأوضاع الأمنية في أعقاب الاعتداءين.
أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فسارع إلى اتهام إيران وحزب الله بالوقوف وراء العمليتين، مشيراً إلى أن إيران «تصدّر الإرهاب الى العالم» وأن إسرائيل «ستواصل مكافحة الإرهاب بيد قوية، وبنفَس طويل وبمنهجية». وبدأ نتنياهو كلامه خلال جلسة لكتلة الليكود في الكنيست، بالقول إنه «في الأشهر الأخيرة كان هناك عدة شواهد على محاولات المسّ بمواطني إسرائيل اليهود في عدة دول، بينها أذربيجان وتايلاند». ولفت إلى أنه في كل هذه الحالات «نجحنا في إحباط العمليات بالتعاون مع الجهات المحلية» في تلك البلدان. وشدد على أن من يقف وراء هذه العمليات هما «إيران وحزب الله».
أما وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فرأى خلال جلسة لكتلة إسرائيل بيتنا في الكنيست، أن العمليات ضد الممثليات الإسرائيلية خارج إسرائيل، تعني أن «إسرائيل ومواطنيها هم هدف للإرهاب، سواء داخل الدولة أو خارجها». وأكد أن إسرائيل ستواجه الإرهاب المادي والإرهاب السياسي اليومي.
وأضاف: «نحن نعرف أن نشخص بالضبط من هو المسؤول عن العملية ومن نفذها، ونحن لا ننوي المرور على ذلك مرور الكرام». ورأى أن «هذه الأحداث تذكرنا مرة أخرى كم أن الدبلوماسيين الإسرائيليين موجودون على خط الجبهة ـــــ المعركة التي تديرها دولة إسرائيل في كل العالم».
وفي السياق، ذكر موقع «عرابيل» الإسرائيلي، أن ليبرمان «تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الهندي سوماناهالي مالايا كريشنا أعرب له خلاله عن صدمة بلاده من الاعتداء الذي استهدف السفارة الإسرائيلية». ووفقاً للموقع «وعد الوزير الهندي بأن تعمل أجهزة الأمن الهندية كل ما بوسعها لإلقاء القبض على المعتدين وتقديمهم للعدالة، وستوفر أيضاً كل ما هو ضروري من وسائل حماية للممثلين الإسرائيليين في الهند. وأكد أن الهند تكن الصداقة الحميمة لإسرائيل وتولي علاقاتها معها أهمية كبرى وتسعى إلى توثيقها في شتى المجالات».
في المقابل، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن سفير إيران لدى نيودلهي، مهدي نبي زاده، قوله إن بلاده ترفض اتهامات بضلوعها في هجوم بقنبلة على سيارة تابعة لسفارة إسرائيل في الهند وتراها «محض أكاذيب». وأضاف: «تدين (إيران) أي هجوم إرهابي ونرفض بشدة التصريحات غير الصحيحة التي أدلى بها مسؤول إسرائيلي. تلك الاتهامات غير حقيقية ومحض أكاذيب مثل المرات السابقة».
بدوره، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست نفياً «قاطعاً الاتهامات التي وجهها لنا النظام الصهيوني»، مشيراً إلى أنها «جزء من الحرب الدعائية». وأضاف أن إيران «كانت ضحية لأعمال إرهابية» قبل أن يشير إلى أن «النظام الصهيوني نفسه يقوم على دولة إرهاب واحتلال»، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بـ«أشد العبارات» الهجمات التي استهدفت موظفين في السفارتين الإسرائيليتين في الهند وجورجيا.
وقالت، في بيان، إن «آفة الإرهاب تعدّ صفعة للمجتمع الدولي بأكمله». وأضافت أن «الولايات المتحدة تضع على قمة أولوياتها سلامة الدبلوماسيين وأمنهم في جميع أنحاء العالم، وهي على استعداد للمساعدة في أي تحقيقات في هذين العملين الجبانين».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)