سارعت أطراف فاعلة في الحراك السوري إلى رفض تدخل تنظيم «القاعدة» بشؤون «ثورتهم»، في ردّ على الدعوة التي أطلقها زعيم التنظيم، أيمن الظواهري (الصورة)، أول من أمس، لدعم «الانتفاضة» في سوريا، حيث دعا إلى إعلان «الجهاد» ضد نظام الرئيس بشار الأسد. تبرّؤ لم يحل دون بروز تقارير أميركية تؤكد أن «القاعدة»، وتحديداً الظواهري، يقفان خلف التفجيرات التي ضربت دمشق وحلب أخيراً. وكانت «الهيئة العامة للثورة السورية» أوّل من أعلن، في بيان، رفضها «بنحو قاطع هذا التصريح (كلام الظواهري) وأي محاولة تدخل لتنظيم القاعدة في شؤون ثورتنا». وشددت الهيئة على أن في سوريا «شعباً يناضل في سبيل حريته وكرامته وبناء دولة وطنية ديموقراطية تساوي بين المواطنين جميعاً، وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة وتقيم علاقات إقليمية ودولية على أسس الحق والتعاون وتبادل المصالح»، علماً بأن «الهيئة العامة» تأسست في آب الماضي لضم تجمعات المعارضين داخل سوريا وخارجها «لتكون ممثلاً للثوار في كل أنحاء سوريا». وكان الظواهري قد جدّد، في تسجيل مصوَّر، دعمه لـ«الانتفاضة» في سوريا، وحثّ «أسود الشام» على «الجهاد» وعدم الاعتماد على العرب والغرب وتركيا.
على صعيد متصل، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن تنظيم «القاعدة» مسؤول بالفعل عن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق في 23 كانون الأول الماضي، ورجحوا أن يكون التنظيم وراء التفجيرين المشابهين اللذين استهدفا مواقع أمنية في حلب يوم الجمعة الماضي. واستند المسؤولون، في تصريحات لصحيفة «ماكلاتشي» الأميركية، إلى تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية الـ«سي آي إيه» التي تجري «تحقيقات خاصة في قيام تنظيم القاعدة فرع العراق بتنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي السورية». وبحسب المسؤولين الأميركيين، تجزم تقارير الاستخبارات بأن الظواهري هو من أعطى الأوامر بالتفجيرات في سوريا.
(الأخبار، أ ف ب)